مسرحيه حكمت المحكمه
حكمت المحكمه
تاليف عبد الناصر عباس
الاهداء: الى كل الذين التقيت بهم طوال سنوات العمر السابقه الى الذين شجعونى وكانت كلماتهم خير دافع لى للاستمرار والى الذين كانوا يحاولون ايقافى لانهم بكلماتهم تلك كانوا يدفعونى الى النجاح حتى يغيروا ارائهم فى
اهداء خاص الى المبدعين الراحلين المسرحى سعد الله ونوس ذلك الذى تعلمت من خلال مسرحياته ان المسرح هو رساله والفنان السودانى مصطفى سيد احمد ذلك الذى لن تستطيع الكلمات مهما نمقت ان تعطيعة جزء يسير من يستحق
والى تلك الزهره الرائعه روعه ملتقى النيلن فى الخرطوم التى جعلت الالهام يعود الي بعد سبعه سنين عجاف
الشخصيات
فاطمه (2) عبد الله والد فاطمه (3) كلتوم والدة فاطمه وتنطق بالهجه السودانيه كلتوم(4) تلاته صبيه اخوان فاطمه (5)احمد عم فاطمه (6) ابن العم( 7) الضابط ادم (8) زوجه الضابط ادم امنه (9) : تلاته ضبط زملاء ادم (10) القاضى (11) الجلاد (12) العسكرى(13)تلاته فتيات بنات الضابط
تفتح الستاره اضاءه منخفضة جدا على المسرح يسمع صوت ياتى من بعيد
القاضى: حكمت المحكمه على المتهمة فاطمه عبد الله بالجلد مائه جلدة والغرامه مائه جنيه وفى حاله عدم الدفع الحبس لمدة شهر
صوت نسائى ناعم : حرام والله العظيم حرام
تسمع صوت حركات اقدام نسائيه
صوت اكثر غلظه من الصوت الاول: اقيفى هنا يا متهمه عشان ننفذ حكم المحكمه
الصوت النسائى:عليك الله ارحمنى عليك الله اجلدنى براحه
الصوت الاكتر غلظه (الجلاد): الله دى ما اتزكرتي هو امن كنتى بتعملى فى الحرام مالك
فتره صمت تستمر لنصف دقيقه
صوت ماء يجي على الارض
يسمع صوت السوط يهوى على جسد الفتاة
الفتاة: واااى واب على واااب على ( كلمات توجع سوداتيه)
الجلاد: واحد
يسمع صوت السوط يهوى على جسد الفتاة
بصوت اكثر علو من السابق: واااااى واااى واااااب على
الجلاد ويبدو من صوته اثار الفرح: اتنين
يضاء المسرح مجموعة من البيوت المصنوعه من القش تتوزع بصوره غير منتظمه على خشبه المسرح
يدخل رجل وامراه الرجل فى منصف العقد الرابع من العمر يرتدى جلابيه يبدو عليها القدم والمراه فى بدايه العقد الثالث من العمر متوسطه الجمال ترتدى توب سودانى ليس شديد القدم يتجهان بخطوات تبدو عليها التعب الى مقدمه المسرح
ويقفان امام البيت الذى فى مقدمه المسرح
المراه :يا بت يا فاطمه يا بت
تخرج فتاه فى الثانيه عشر من العمر وخلفها تلاته اطفال اصغر منها فى العمر جمعيهم يرتدون ملابس باليه تتجه الفتاة والطفل الاصغر الى الام ويتجه الطفلين الاخرين الي الاب
كلثوم: كيفكنم
الفتاة : الحمد للة طيبين يا يمه (كلمه سودانيه تقال للام)
عبد الله: كويسين يا اولاد
اكبر الاطفال سن: كويسين يا يابي (كلمه سودانيه تقال للاب)
كلثوم: شديتى يا فاطمه ( طبختى )
فاطمه: اقعدوا اجيب ليكم الاكل
يجلس الرجل على الارض ثم تجلس خلفة المراة وخلفها بقيه الاطفال تدخل فاطمه الى داخل المنزل
تنخفض الاضاءه فى المسرح لتبصح خافضه
يسمع صوت السوط وهو يهوى على جسد الفتاة
الفتاة:واااااى وااااب علي واااااااب علي انتى ما عندك اخوات
الجلاد:خمسه عندى اخوات لكن ما بعملن زى عمايلك دى
تعود الاضاءه الى وضعها الطبيعى على المسرح
تدخل فاطمه الى المسرح من المنزل وهى تحمل فى يدها الطعام تضعة امام الاب يلتف الجميع فى دائره حول الاب
عبد الله بعد ان يتناول بعض اللقيمات :واللة يا بت ما عارف انتى بتعملى فى الاكل شنو بطلع طاعم كدى ما زى اكل امك دى
كلثوم: اها يا حاج امها سالتك ما تخليها فى التعب الفوقى دى
عبد اللة: عليكى اللة يا كلتوم اطعم اكل والا اكل فاطمه
فاطمه: والله اكل امى طاعم ما تظلمى يا يابي
عبد الله: انا ما بظلمى لكن بقول النصيحة
كلثوم : خليهو اوجع خشموا ساى انا ما دحين لى خمستاشر سنه باكل فيهو مالوا ما قال الكلام دى
تسود فتره صمت فصيره لفتره عشره توانى
عبد الله : تانى كل يوم تشدى الاكل انتى يا فاطمه
فاطمه : حاضر يابي
تسود فتره صمت قصيره
فاطمه:ان شاء اللله تكونو انتهيوا من الزراعه
كلثوم: انتهينا لكن بعد طلعت روحنا انا من الصباح وافقى على (حيلى) ما قعدتى (ارجلى)
عبد الله: ما فى شغل ساهل اى شغل الزول بتعب فيهو وكل ما التعب كان اشدة القروش بتكون اكتر
كلثوم: بس تعب من تعب افرق يا ابو الوليدات وانشاء الله تعبنا ما اروح ساى
عبد الله: الله ما بضيع تعب زول ساي ياكلتوم ونحنا والحمد لله حالتنا كويسه واحسن من ناس تانيه ما لاقيه حق اللقمة دى
كلثوم: الحمد لله ما قلنا حاجة بس فى ناس تانين حالتهم احسن من حالتنا لى ما نكون زيهم
عبد الله: يا مراء انتى ناسيه انو الارزاق من الله التانين احتمال بتعبوا فى شغلم اكتر مننا
كلثوم: اهى يا حاج الزول البشترى منك المحصول ما بربح اكتر منك وما بتعب زينا
عبدالله: نحنا ما عندنا دعوة بالناس التانيه خلينا فى حالنا ابرك لينا
كلثوم : انتى يا حاج كان سبتى الشغل في الزراعه واشتغلتى فى التجاره مالو
عبد الله: يا كلتوم انتى عارفة انو الله مدى لكل زول شغلانه مختلفة من التانين انا ما بعرف فى التجاره والتاجر ما بعرف فى الزراعه وكدى يعنى
فاطمه: اي يا يمه كلام يابي صاح
كلثوم:انتى ما تجرب مره واحدة كان نفعت استمر وكان ما نفعت ارجع لزراعتك تانى
عبد الله: المشكله ما عندى قروش عشان اتاجر بيهو
كلثوم : انتى يا حاج التاجر الباخد منك المحصول موش ما بدفعك ليك الا مبلغ بسيط والباقى بعد ما ابيع المحصول انتى ما تعمل كدى معى كل المزارعين البنعرفم وعشان اخلوا التاجر البشتروا منهم كل مره انتى زيد ليهم السعر شويه
عبد الله :عشانك انتى بس بجرب وانشاء الله انجح
كلثوم: انا عارف انك حتنجح وحتبقى اكبر تاجر كمان ياحاج ما دام نيتك بيضا
عبد الله: اكبر تاجر دى كبيرة كان بقيت تاجر ساكت كتر خير الله
كلثوم: حتبقى اكبر تاجر بس بكره الدغش تكلم ليك كم مزارع عشان ابيعوا ليك زراعتم وهم كلهم بحتمروك واحسن تربح انتى من التاجر الغريبه البجى وقت الزراعة والمحصول بس
عبد اللة: قولو انشاء الله
كلتوم وفاطمه والاطفال التلاته بصوت واحد :ان شاء الله
تنخفض الاصاءه فى المسرح
يسمع صوت السوط يهوى على جسد الفتاة
الفتاة وهى تبكي:واااااى واااااااااااى
الجلاد:عشره ابكى ابكى امكن اللة اغفر ليكى
يضاء المسرح نفس الاشخاص ولكن الاطفال قد كبروا عامين والجميع يرتدى ملابس جديدة وتظهر عليهم علامات تحسن الوضع وفاطمه قد شبت عن الطوق فائقه الجمال متانسقه القوام سمراء اللون
كلثوم: شوف يا حاج من يوم ما اشتغلتى فى التجاره ما فى حاجه محتاجين ليها الوليدات ما قدرنى نجيبا ليهم
عبد الله: الحمد لله الرزق كتير وكل يوم بزاد زيادة كبيرهوانا واللة لو كنتى قايل المكسب كدى اصلى ما كنتى شلتى لى طوريه ولا زرعتى
كلثوم:عشان تانى امن اقول ليك شي تفكر فيهو انا غير مصلحتك دايرة شنو
سود فتره صمت قصيره لمدة عشره ثوانى
كلثوم : والتعب البتعبو انتى اسه ما قدر ربع التعب التعبنا انا وانتى فى الزراعه
عبد الله: الله لا ارجعى ايام الواحد من ما فارقى فارق الفقر و الخير كتر
كلتوم:دى اول الخير الخير الكتير لسه ما شفتو
فاطمه:يا يابي انا دايرة هدوم جديدة هدومى دى بقت صغيره على
الاب:حاضر يا كلتوم انا كان ما كسيتك انتى اكسي منو الاسبوع الجاى عندى مشوار المدينه حاشتري ليك كل الانتى دايره وكمان عاوز اشترى ليك كم توب خلاص انتى بقيتى مراه عديل كدى لازم تلبس التوب
فاطمه :حاضر يا يابي واخوانى برضو ما تنساهم
عبدالله: اخوانك ديل خليهم فى العيد هو اصلوا قرب
كلثوم: وانا كمان ما تنسانى دايره لى توب جديد امشى بيهو عرس امنه مش انا الاديتك فكره التجاره
عبد الله:الخير كتير والعاوزنو كلوا بجيوا ليكم
صمت لمدة عشره ثوانى
عبد الله: انا ما كلمتك يا كلتوم الليله جانى حامد خالى وقال عاوز اعرس فاطمه لاحمد ولدو
كلثوم:اجى السجمى احمد شنو النخليهو اعرس فاطمه اهى وانتى قلتى ليهو شنو
عبد الله: قلتى ليهو عندى شوره
كلثوم: شوره شنو يا حاج
عبد الله: ما لقيت حاجه اقولى ليهو غير كدى انتى عارفه لو رفضنى حامد حيزعل وهو كبيرنا
كلثوم: الازعل الكان عاوز ازعل لكن انا ما برمي بتى لمتل احمد دى قل ليهو البت لسه صغيره على العرس
عبد اللة:انا امن اتزوجتك كنتى اصغر منها
كلثوم: لكن ازمن غير الزمن يا حاج
فتره صمت لنصف دقيقه
عبد الله: انا بفكر اخلى محمد ولدى اسيب شغلوا معى اخوى واجى اشتغل معاى فى التجاره عشان اتعلم التجاره من صغير مش كدى اخير يا كلتوم
كلثوم: لا لا يا حاج خلى اساعد عمو لقايت ما اولادو اكبروا شويه وبعد داك اجى اشتغل معاك عمو محتاج ليهو كتير فى الزراعه وما بقدر ازرع من غيروا
عبد اللة: (حرم )يا كلتم ما بفوتك واجب لصلوا ( قسم فى السودان يعتنى تصبح الزوجه محرمه عليه)
كلثوم:وبرضو الولد اتعلم الزراعه امن اكبر ممكن الظروف تجبروا اشتغل مزارع اصلو شغل التجاره دى ما مضمونه فى يوم تكون غنى وفى اليوم التانى ما عندك شي
عبد الله: اللة لا اجيب خساره يا (جنى) اسمع كلام امك دى واستمر فى الزراعه معى عمك انا كان ما هى كنتى ليوم الليله مزارع زى زى اى مزارع تانى (ولد)
اكبر الابناء : حاضر يابي
كلثوم: انا ياابو الوليدات بقول لو اسماعيل مشي المدرسه الفى المدينه مو اخير
عبد الله: قرايه شنو ومدرسه شنو يا كلتوم هو ما بمشى الخلو بحفظ فيها القران
كلثوم: يا حاج اسماعيل دى اصغر اولادك وانا داياهو ابقى زى ناس الخرطوم وعشان كدى لازم امشي المدرسه
عبد الله: هو حديتك كان فكرتى فيهو بالعقل صاح الا لكن خلينى اسال يوم يومين وارد عليك انا حاسك الضابط ادم انتى عارفه ان بشاوره فى كل حاجه والحمد لله رايو دائما زى رايك صاح
تنحفض الاضائه فى المسرح
يسمع صوت السوط يهوي على جسد الفتاه
الفتاة: وهى تبكى:وااااى وااااااى
الجلاد: سبعتاشر
تعود الضاءه الى وضعها الطبيعى
نفس المكان عبد اللة وكلثوم جالسان
كلثوم:اهى يا حاج ماقلتى لى رايك شنو فى موضوع اسماعيل
عبد الله:والله يا كلتوم صباح الليله سالتى ادم وكان رايو من رايك لكن فى مشكل الولد كان مشي المدرسه حيسكن وين ونحنا ما بنعرف اى زول هناك
كلثوم تفكر قليلا: انتى يا حاج ولد خالك ادم ما ساكن فى المدينه
عبد الله وهو يضع يديه على راسه: الله ياكلتوم انا ما عارف كيف طلع من بالى ود خالى دى اكيد ما حيرفض
كلثوم: بكره من الدغش تمشي لابهو وتجيب منو العنوان عشان اول مشوار ليك للمدينه تكلموا اعتبروا زى ولدو
عبد اللة : وكان ما عرفتى عنوان سكنوا انا مشيت فبل كدى للمكان الشغال فيهو حامش ليهو هناك
يصمت لفتره نصف دقيقه
عبد الله:ادم قال لى الحجات الحكسبي امن اكون ولدى بعرف اقري واكتب على الاقل امن اكبر امسك حسابات الدكان وعرض على انو امشي اعيشوا معى اولاد فى الخرطوم و لكن انا رفضتى عشان ما اتقل عليهو
كلثوم: وما تنسي اسماعيل ذكى انتى ما شايفو فى الخلوه بحفظ قبل الناس كلهم
عبد اللة: انشاء الله الله اقدم الفيهو الخير
تطفى الاضاءه
يسمع صوت السوط يهوى على جسد الفتاه
الفتاة وهى تبكى: واااااى واااااااى
الجلاد :عشرين
تعود الاضاء على صالون منزل متوسط الحال عبد الله يجلس معى رجل مقارب له فى العمر
عبد الله:اهى ما قلتى رايك فى موضوع دخول الولد المدرسه مش احسن من ما اقعد فى البلد ساى
ادم:واللة دى احسن فكري فكرتى فيها وما اظن فى فكره احسن من دى
عبد الله:لكن المشكله الجنى ما حيقدر اعيش براهو هنا
ادم:والله كلامك صاح الولد ما حيقدراعيش براهو هنا
يصمت قليلا
ادم: يا ود عمتى عارف ما ليها حل الا انك تنقل التجاره بتاعتك من البلدلى هنا هنا المدينه كبيره وفرص الربح فيها اكبر
عبد الله: والله انا فكرنى فى كدى لكن لقيت اسه ما ممكن لاسباب كتيره منا انى انا فى البلد بتعامل معى الناس بالكلمه يعنى راس مالى ما كبير وهنا التجار كلهم راس مالم كبير وبرضو هناك الحاجة كبرت وانا اكتر واحد براعها
ادم:انا عندى حل موقت للمشكله دى ممكن الولد اسكن معانا فى البيت هنا سنه سنتين لقايت ما تجارتك تكبر وتعمل ليك راس مال كويس وتجى تفتح ليك دكان هنا
عبد الله: لكن كدى الولد ما حيسبب ليك مشكله
ادم: بالعكس حالقى لولدى زميل لولدى الصغير هو برضو داخل المدرسه السنه الجايه على الاقل كل يوم امشي معاهو وارجعوا سواء
عبد الله: والله يا ادم ما عارف اقول ليك شنولكن والله ما قصرتى معاي (تب) (ابداء)
ادم:بس عاوزك امن تجى المره الجايه تجيب لى معاك شهادة ميلاد الولد وخلى الباقى كلو عل
عبد الله: كتر خيرك
ادم: علي شنوما انتى شايل امى وابوى فى البلد وما مخليهم محتاجين شي ابوى طوالى بكلمنى عن البتعملو معاهو
عبد الله: انا ما بعمل الا الواجب
يصمت قليلا
عبد الله:ناس الحلة كلهم بسلموا عليك وكلهم مشتاقين ليك ما عندك اجازه قريبه تقضياها فى الحله على الاقل اولادك اشوفو الحله
ادم: سلم لى عليهم كلهم و عاوزك تقول ليهم انشاء الاجازه دى اخليهو البعد انا معاكم فى الحلة
عبدالله: انشاء الله انشاء الله
تطفى الاضاءه فى المسرح
يسمع صوت السوط يهوي علي جسد الفتاة
الفتاة:واااااى وااااااااى
الجلاد : خمسه وعشرين
القاضى : لو تانى اتحركت من مكانى ابداء ليها الجلد من البدايه او تسجن لشهر
الفتاة : حرام عليك واللة العظيم حرام عليك
تعود الاضاءه الى طبيعتها ادم وعبد اللة واسماعيل وطفل مقارب له فى العمرفى صالون المنزل
عبد الله:فضل يا ود يا اسماعيل وحيقراء معاك فى نفس الفصل فى المدرسه عاوزك تبقى صاحبو
اسماعيل : حاضر يابي
عبد الله:وعاوزك تسمع كلام عمك ادم ومرتو واولادو الكبار وتعمل اى حاجة اقول ليك عليها
اسماعيل : حاضر يابي
عبد اللة:لو ما سمعتى الكلام عنهم سوط طويل خلاص كلمتى عمك معى اى غلط ادقك بيهو
ادم:انتى عاوز تقرب الولد مننا والا عوزه اخاف وابعد عننا يا فضل سوق اسماعيل عرفوا على اخوانك كلهم
يخرج الطفلين
عبد الله:اسماعيل اصلواولد شيطان وانا دايرو ابقى هادى واسمع الكلام
ادم:انتى خليهو علينا نحنا بنعرف كيف نخليهو اسمع الكلام
عبد الله:انا مخصوص قلتى ليهو كدى عشان اقعد رايق واسمع الكلام
ادم:ما فى شافع ما بعمل ازعاج لكن الكبار بتحملوا
عبد الله:تتزكر ايام كنا صغار كنا بنى تشاقى كيف
ادم : ديك ايام بتنسي يا حاج تعرف انا عشان شقوتنا ديك لقايت يوم الليله ما دقيت واحد من اولادى
عبد االله:لازم ما بغلطوا كلوا كلوا
ادم:لا بغلطوا لكن فى طرق تانيه تخلى الشافعاعرف غلطوا وتانى ما اعمل
عبد الله: زى شنو كدى يا ادم
ادم: مثلا امن اعمل غلط تعمل اعمل نفسك زعلان منو نص ساعه براهو بجى بعتزر ليك واوعدك ما ايعمل غلط تانى وكدى اكون عرف غلطتوا من غير ضرب
عبد الله: من يوم الليله اسماعيل ولدك اعملو فيهو الدايرو
تطفى الاضاءه فى المسرح
يسمع الصوت السوط يهوي على جسد الفتاه
الفتاه :واااااي وااااااى احى انا
الجلاد:سبعة وعشرين
تعود الاضاءه الى وضعها الطبيعى مجموعه منازل القش يجلس عبد الله وكلثوم وفاطمه ومحمد
عبد الله:يا كلتوم اسمعى كلامى وخلينا نمشى نعيش فى المدينه معى ولدنا كفايه السنه القاضاها يعيد عننا
كلثوم: وتجارتك وحاجاتك الهنا حتعمل فيها شنو انتى يا حاج ما حتقدر تشتغل تاجر فى المدينه وتجار المدينه ما اظن اخلى زول غريب ادخل بينم
عبد الله:لكن يا كلتوم البلد هنا بقت ما امنة انتى ما سامعه المتمردين كلوا يوم بضربوا فى حته وانتى ناسيه انى انا ما بقيت غريب على تجار المدينه كلهم بقوا بعرفونى ودايرنى استقر هناك
كلثوم:يا حاج انتى عاوزنا نسي اهلنا هنا
عبد الله: لا احسن نتنظر الموت معاهم
كلثوم:يا ابو الوليدات الموت معى الجماعة عرس
عبد الله :يعنى انتى متاكدة انو وجودنا هنا فيهو موت لينا وللاولاد
كلثوم: الحكايه بالعقل لو فى اى خطر ادم ولد خالك كان جى وجاب معاهو اولادو وقضوا تلاته شهور معانا
يدخل ادم ويجلس معهم
ادم:عارفين يا جماعه رجوعى للبلد زكرنى ايام كنتى بقضوا معاكم الاجازه كانت ايام جميله
كلثوم:يا حاج ادم اقنع حاج عبد الله انو اقعد هنا وما نسافر المدينه بقول البلد اليومين ديل ما امنه
ادم:برضو ليهو حق يا كلتوم المتمردين كل يوم مهاجمين قريه ومنسحبين منها ما معروف اهجموا وين المره الجايه
عبد اللة:انا من فبيل بتكلم معاها وبقنع فيها لكن هى ما تمشي المدينه وبتقول هنا احسن
ادم: فى دى غلاطنه يا كلتوم المدينه العيشه فيها احسن كتير وانتى برضو يا عبد الله حتقدر تشتغل اكتر وتجارتك تكبر بسرعة ما زى هنا
كلثوم:لكن صعب على افارق ناس ابوى
عبد الله:يا كلتوم كل شهر ممكن تجى تقضى معاهم يوم يومين المسافة ما بعيدة وانا دائما حاجى البلد عشان اشترى المحاصيل
ادم: كلتوم الباين عليها ما دايرة مصلحتى الاولاد
عبد الله: انتى ما شفتيهم امن واحد فيهم امشي معاى وارجع بكون فرحان كيف
كلثوم:كان مصلحتى الاولاد فى اى حته انا حامشى ليها
ادم:مصلحتم اعيشوا فى المدينه هناك فى حاجات اصلهم ما شفوها فبل كدى
كلثوم:كان كدى انا اصلى ما عندى مانع ممكن يا حاج ترب امورك على كدى
عبد الله:ادينى يومين ادبر امورى هنا
تبداء الاضاءه فى الانخفاض
يسمع صوت السوط يهوى علي جسد الفتاه
الفتاة: واااااااااي واااااااااي
الجلاد : خمسه وتلاتين
تعود الاضاءه الى وضعها الطبيعى القريه ادم وعبد اللة جالسان امام المنزل
عبد الله:البركه فيك افنعتى لى كلتوم بالعيش فى المدينه
ادم: فى الحقيقه البلد بقت ما امنه انا بفكر بعد بكره الصباح ارجع واسوق معاى امى وابوى
عبد اللة:انا ذاتى بسوق المرا والوليدات ونمشي معاك بس اول يومين تلاته حنقعد معاك فى البيت لقايت ما القى لى بيت قريب منكم اجروا
ادم: بيتك يا عبد الله
يسمع صوت انفجارات وصوت اطلاق اعيره ناريه ويحدت بعدة حاله من الهرج والمرج تستمر لمده دقيقه كامله تعود
الحالة الى الهدو تدريجا
فاطمه واقفه وسط المسرح وبجوارها ضابط شرطه برتبه مقدم
فاطمه:انا اسه امشي وين المتمردين هجما على الحله وقتلوا معظم الناس والما قتلوا ساقوا معاهم
الضابط:اهدى يا فاطمه يا بتى وكل حاجة بتحلى
تسود فتره صمت قصيره
الضابط: ابوكى ليهو فتره كان حاسي بالحيحصل اليله الصباح جانى واتكلم معاى عن سفركم للمدينه خلاص كان رتب كل شي لكن القدر انتى حتمشي الخرطوم تعيشي معى مرتى واولادى لقايت مانعرف الحصل لاهلك شنو
فاطمه : لكن يا عم ادم
يقاطعها الضابط:يا بت اسمعى الكلام ابوكى كان اكتر من اخوى انا حاكتب جواب وارسلوا معاك لمرتى اطمنى على واوصيها عليك
تبداء الضاءه فى الانخفاض
يسمع صوت السوط يهوى علي جسد الفتاة
الفتاة :وااااى واااااى
الجلاد:اربعين
تعود الاضاءه الى وضها الطبيعى صالون منزل ميسور الحال هناك صوره كبيره للضابط فى مواجهة الجمهور
فاطمه وامراه فى منصف الاربعينات من العمر جالسان على الكراسي وعسكري يقف بجوار المراه التى تفتح الظرف الذى يقدمه له العسكرع وتخرج الرساله التى بداخلة وتبداء فى قراتها وبعد ان تنتهى تعيدها الى الظرف
المراة:خلاص انتى امشي يا احمد
العسكرى : ما محتاجة اى حاجة اعملى ليك قبل ما امشي
المراة: ما بتقصر لا امشي انتى
تنهض وتصافح العسكرى وتتذهب معاهو الى الباب
العسكرى هامسا:سعادتو وصانى اقول ليك البت دى مسكنه ومحتاجة رعايه شديده
المراة :الباين عليها مسكينه
يخرج العسكري تعود المراة وتجلس على الكرسي الذى كانت تجلس عليه
المراة : احمد كتب لى انك شفتى بعينك المتمردين وهم بقتلوا جزء من اهلك وبسيقوا معاهم الباقين
فاطمه:كان منظر صعب
المراة:وانتى نجيتى منهم كيف
فاطمه : رقدتى فى الواطة افتكرونى ميته
المراة: الحمد لله اللة نجاكى منهم
فاطمه والدموع تنزل من عينها: شفتهم بعينى بضربوا فى محمد اخوى وقتلوا امى
فتره صمت قصيره
فاطمه:لو دى حصل قبل شهر ما كنتى حفكر كتير كنتى مشيت لود خال ابوى الساكن معاهو اخوى الصغير بس ولسو الحظ كان فى اجازه فى الحله
المراه:ما تخافى من اى شي يا بتى بعد شويه البنات بجو من المدرسه وحاعرفك عليهم وحيقوا ليك انشاء الله نعم الاهل
فاطمه: واللة يا حاجة انا من ما شفتك حسيت انك حتكونى لى ام
المراه:يا فاطمه نادنى بخالتى امنه والا بامنه ساى اكون احسن وتانيا انا حاسه انو اهلك حتقابليهم فى يوم
فاطمه: انشاء الله يا خالتى امنه
اامنه: خلى املك فى الله كبير
يسمع صوت طرق علي الباب تذهب امنه وتدخل فتاة مقاربه لفاطمه فى العمر
امنه : تعالى يا امل اعرفك على فاطمه ابوك قال نخليها تعيش معانا
الفتاة: ابوى جاء
امنه:لا بس رسل لى رساله عاوزك تعبريها اختك يا امل
امل: حاضر يا امى
امنه: وحتكون معاك فى الغرفه وحتفضى ليها ضلفة فى الدولاب عشان انا بكره ماشي معاها السوق اشترى ليها هدوم
اامل:لكن هى قصتى شنو يا امى
امنه : قصتى حتكيها ليكى براها بعد ما تمشي اوضتكم وتستريحوا
تطفى الانوار
يسمع صوت السوط يهوى على جسد الفتاة
الفتاة:واااااب على وااااااااب على
الجلاد :خمسين
تعود الاضاءه الى حالتها الطبعبيه امنه وفاطمه وامل وفتاتين اصغر من امل يتناولون الطعام
امنه: ما كنتى قايلاك بتطبخى للدرجه دى
فاطمه :من اربعه سنين وابوى ما باكل الا الاكل العملتو انا
امل: انا دايره اسالك سوال لكن ما تزعلى منى يا امى
امنه : انا اصلى ما بزعل منك يا امل
امل:انتى اطعم اكل فاطمه والا اكلك البتعمليو انتى كل يوم
امنه وهى فى قمه الغضب:يعنى انا ما بعرف اعمل اكل اكلى هو الخلاك سمينه كدى
فاطمه وهى تحاول ان تكتم الضحك:امل ما كانت قاصدة حاجه بس بتهازر معاك ساي
امنه:انا قابله رايك انتى يا فاطمه انا اكلى ما كويس
فاطمه وهى تضحك: انتى اكتر واحدة عرفتها فى حياتى بتعرف تطبخ
امل:وااللة يا امى فاطمه بتجامل فيك ساى والدليل انها بتضحك وهى بترد عليك
تخرج الام من المسرح
امل: امى كل ما اجيب ليها موضوع الطبيخ والا اقول ليها انتى ما بتعرفى تطبخى بتزعل
فاطمه:ما امك براها كل الامهات كدى امن تقولى ليها اكلك ما جميل زى كانك بتنبزا لكن الحق اكل امك ما فى احسن منو
امل: عارفة لكن عاوزه اكاويها بس
فاطمه:امك مراة طيبه ومسكينه حاولى ماتزعليها منك
تنخفض الاضاءه
يسمع صوت السوط يهوى على جسد الفتاه
امل: وااااااااااى
الجلاد: اربعه خمسين
تعود الى حجمها الطبيعى الضابط يجلس معى امنه فى الصالون
امنه: حتقعد معانا كم المره دى
ادم: اسبوع بس وبرجع
امنه: ما فى اخبار عن النقليه
ادم: والله مواعدنى خير لكن ما فبلى شهرين
امنه: انشاء الله لانى والله يا ادم ما بستحمل بعادك اكتر من كدى ومن يوم المتمردين هجموا على الحته الانتى فيها كل يوم بصحى على كابوس
ادم: ما تخافى على هم امن اهجموا على منطقة ما بهجموا عليها تانى عشان بالاضافة للبوليس جاء الجيش برضو وانتى ماعرفة انا حالي كيف يا امنه وانا بعيد عنك لكن نعمل شنو شغى كدى
فتره صمت بسيطه
تدخل فاطمه وتتجه الى مكان يجلسا
الضابط: اهى الخرطوم عجبتك يا فاطمه
فاطمه: كويسه
امنه : هى شافت فى الخرطوم شنو قدر ما احنسي عشان تمشي معاى مشوار تابى الوقت كلوا قاعدة فى البيت امل عاوزه تسوقى معاها لصاحبتى برضو ما بيه حتى فى البيت التلفزيون بتخاف تشغلو
\ادم: لى كدى يا امل
امل: مافى سبب بس ساى
ادم: فى زول مزعلك والا قال ليك حاجة
فاطمه:لا والله كلهم بعاملونى احسن معاملة وامنه ما بتخلى زول اتكلم معاى كلمه غلط
ادم: انتى لازم تعيش حياتك يا فاطمه
فاطمه: حاضر يا حاج
فتره صمت قصيره
فاطمه:يا حاج ما فى اخبار عن ابوى والا عن اى واحد من اخوانى
الضابط: كان نفسي اطمنك عليهم لكن ما فى اخبار عنهم والا عن المجموعه المهاهم انا عاوزك يا فاطمه ما تيسي من رحمه اللة حتقابليهم ان شاء اللة
فاطمه : ان شاء اللة
الضابط مخاطبا زوجته: اليله ما دايره تدينى عصير والا شنو
تنهض امنه وفاطمه فى نفس التوقيت
فاطمه: خليك انتى يا يمه انا الحاعمل ليهو العصير
تعود امنه الى كرسيها وتخرج فاطمه
امنه: واللة يا حاج فاطمه دى اطيب زول قابلن
ادم:لولقيت ليها اى خبر عن اهلا حترتاح صعب على الزول فى يوم واحد افقد اهلوا كلهم
امنه: انا يوم حكت لى حكايتى بكيت عديل كدى
فتره صمت
امنه: لكن واللة ريحتنى راحه شديده خلاص
ادم: ما تكونوا متعبنا معاكم
امنه:ما متعابه الا امل انتى عارفة لو لقت الراحه ما بتعمل اى حاجة
ادم: هى لسه بتكاويكى
امنه:واللة معذبانى عديل كدى
تضحك
امنه:قبل اسبوعين كانت عندها ملاريا تعبت تعب شديد انا لو كنتى عيانه ما كنتى حساهر قدر السهر ساهرتو معاها
تنخفض الاضاءه فى المسرح
يسمع صوت السوط يهوي علي جسد الفتاة
الفتاة: واااب على
الجلاد:سبعين
تعود الاضاءه الى وضعها الطبيعى امنه تجلس فى الصالون معى فاطمه
امنه هى تضع يدها على صدرها: يا ساتر يا ساتر
فاطمه : فى حاجه يايمه
امنه:فجاءه حسيت بطنمه غريبه خلاص فى قلبي
فاطمه: نمشي المركز الصحى فى الشارع التانى تعرف الحاصل شنو
امنه:ما اظنها طعنه بتاعت مرض لكن طعنه بتاعت حاجه تانيه
تصمت قليلا
امنه: يا فاطمه عوزاك تمشي معاى بعد الفطور لمدارس البنات ما عارفة قلبي مغبوض عليهم من غير سبب
فاطمه: ما نمشي ونرجع للفطور بعدين يا يمه
امنه: احسن انا متاكدة ان واحدة حصلت ليها حاجة يا فاطمه ما عارفة قلب الام لو ابنها فى اخر الدنيا حصل ليهو شي
تنهضا وتتجهان الى خارج المسرح
فتره صمت لنصف دقيقة
تعودان الى المسرح
فاطمه: ما قلتى ليك يا يمه خوفك على البنات زايد شويه
امنه:الحمد للة اطمنتى عليهم كلهم ما فى واحدة حصل ليها شي خلينى يا فاطمه اصلى ركعتين للة واجى اقعد معاك
فاطمه:يا يمه الطعنه دى احتمال تكونى مرض اخير نمشي الدكتور
امنه:يا فاطمه انا من اطمننى على البنات الطعنه خفت شويه
تخرج امنه ثم تعود وتجلس معى فاطمه
يسمع صوت طرق على الباب
امنه: شوفى يا فاطمه دى منو
تتجه فاطمه الى الباب وتفتحة يدخل ثلاته رجال وهم يرتدون البدلة العسكريه
المراه بعد ان تنهض من الكرسي: اتفضلوا
اكبر الرجال وعلامات الحزن باديه عليه: كيف يا امنه
المراة:الحمد لله كيفك انتى وكيف المراة والاولاد
الرجل:ونعم الحال
المراة بعد ان تصافح الرجلين الاخرين: ما تقعد يا احمد
الرجل: شكرا بس
امنه :فى حاجة يا احمد
الرجل : لا لا بس
يجلس الرجال الثلاته
المراة : كدى اول شي اجيب ليكم مويه اكيد عشطانين معى السخانه دى
احمد : ما دايرين مويه ما دايرين اى شي
امنه لفاطمه: دى احمد صاحب ادم
احمد:فى الحقيقه انا عرفتو من ما كنا فى الكليه وكان نعم الاخ ونعم الصاحب
امنه: هو اخر مره قال لي النقليه قربت وانتى متابعى ليهو هنا
احمد:كان مفروض ارجع فى اليومين ديل لكن قبل اسبوع المتمردين هجموا على المنطقة الهوى قائدى واستشهد هناك والقياده كلفتنى ابلغكم الخبر وكل القيادة جايه بعد شوية عشان اعزوكم
يغمى على امنه تحاول فاطمه ان تفيقها
يجهش احمد فى البكاء وبعدة الرجلين
تطفى الاضاءه
يسمع صوت السوط يهوى على جسد الفتاة
لفتاة: واااااب علي وااااب على
الجلاد : تمنينيضاء المسرح على صوت طرقات فى الباب تذهب فاطمه وقد اكتملت شباب وتفتحة تدخل امنه تتجاهان الى طقم الجلوس
فاطمه: انشاء اتوفقتى يا يمه
امنه: كدى اول حاجه جيبى لى مويه بارد وتعالى
تخرج فاطمه وتعود وهى تحمل كوب ماء تعطيه لامنه التى تشربه على جرعه واحدة
فاطمه : اجيب ليك مويه تانى
امنه: لا لا ما اسه بعد شويه
امنه تاخذ نفس عميق
فاطمه: الليلة التعب باين عليكى
امنه: اعمل شنو يا فاطمه يا بتى من يوم ادم ما اتوفى وانا اتعودتى على التعب حولين اسه ليهو وانا لسه جاريه وراء الحقوق بتاعتو ولسه ما صرفتها وما الباين على حصرفا اصلوا
فاطمه: الليلة برضو مشوارك كان فى الفاضى
امنه: والله برضو زى ما مشيت زى ما جيت الباين على احمد الله العنوا موصى الناس ما ادوينى حقوق ادم كلوا كلوا
فاطمه:والغريبه كان اعز صاحب ليهو
امنه: اى اعز صاحب ليهو لكن رابط صرف الحقوق بعرسي منو
فاطمه: والله زول غريب
امنه: ما زول غريب الدنيا بقت كلها غريبه عبد الله اخو ادم من يوم ما البكاء انتهى واكتشف انو ادم كاتب البيت باسمى ما كلف نفسوا اسال على بنات اخو عشان اعرف عيشات كيف ومريم مره اخوى حلفت لو زارنى ساي خليك ما اسعدنى ختخلى البيت وشويه القروش المعاى صلحتى بيهم نص البيت الوراء واجترو اسه نحنا عايشين على اجارو برغم من انو ما بكفى اى حاجه لكن اعمل شنووالناس الزمان قتلوا ادم جو واتصالحوا معى الحكومه وبقوا وزراء ودم راجلى راح ساي
فاطمه: هم ما برضوا القتلوا اهلى
امنه: بقوا وزراء ما فى زول تانى بسالم عن الناس القتلوهم ديل
فاطمه: انتى يا امى ما تحاولى تتكلمى معى احمد عشان اطلع ليك حقوق ادم
امنه: احمد عاوز اعرسني وانا بعد ادم ما اظن افكر فى عرس تانى
فتره صمت لنصف دقيقة
امنه:انا لازم اشتغل يا فاطمه
فاطمه: تشتغلى شنو ووين
امنه: اى حاجه وفى اى حته انتى ناسيه انو امل السنه الجايه داخل الجامعه والجامعه مصاريفة كتيره وامل ذاتى مصاريف حتكتر وانا ما داير احسسسي بانها اقلة من زميلاتى فى الجامعه بل لازم تكون تكون احسن منهم فى كل حاجة
فاطمه:لكن يا امى صعب تلقى شغل بالساهل كدى
امنه: انا من بكره حفتش وانشاء اللة حالقى يا رب انتى عارف حالي يا رب سهل لى موضوع الشغل
تنهضا وكل من تتوجه خارجة من المسرح فى جه مختلفة
تعود الام الى المسرح تجلسي علي كرسي
تدخل فاطمه وتتفاجا عندما تراها
فاطمه: انتى يا امى رجعتى متين
امنه: حسيت بشويه تعب رجعتى
فتره صمت
امنه:انتى مشيتى وين
فاطمه:ااا
امنه:قلتى ليك انتى مشيتى وين
فاطمه وهى مرتبكه:لا لا بس انا
امنه: ما لك يا فاطمه
فاطمه بعد ان تجلس بجوار امنه: حاقول ليك بس ما تزعلى منى يا امي
امنه:انتى كنتى وين
فاطمه: انا يا امى شايفة انك ليك شهرين كل يوم بتطلعى بتفتشي شغل ما لقيتى ما خليتى ليك شركه والا مكتب ما مشيتى ليهووبرضو ما لقيتى قلتى كدى اساعدك شويه
امنه: تساعدينى كيف
فاطمه: فى عشه المراء البتعمل شاى فى نهايه الشارع انتى بتعرفيها
امنه: اى بعرفة لكن مالى
فاطمه: مشيت ليها امبارح ومشيت ليها الليلة عشان اشوفى شغاله كيف
امنه: انتى دخلك فى شغلي شنو
فاطمه:لقيت معظم الناس البشربوا منها الشاى بسالوها لى ما بتعمل اكل فطور وكدى انا الليلة اتفقتى معاها من بكره اعمل فطور وامشي اقعد معاها ابيعوا
امنه: يا فاطمه دى كلام شنو اخر الزمن نبيع اكل فى الشارع
فاطمه:يا امى انا الحاجة الوحيدة البعرفى اطبخ وما فيها حاجة يا امى بمشى الصباح وبرجع منها فبل الظهر وما محتاجة ليها لراس مال
امنه: لكن يا فاطمه
تقاطعها فاطمه: والا انا ما زى بتك
امنه: والله لو ما زى بتي ما برفض لكن عشان زى بتى ما بخليك تمشي تقعدى فى الشارع معى الصاعليق والشماسه
فاطمه: عليك الله خلنى ارجع جزء من افضالكم على
امنه: يا فاطمه عشه دى سمعتى كعبة
فاطمه: يا امي بوعدك انى اكون فى حالى وما اختلط بيها بس خلينى يا امى
امنه بعد ان تفكر قليلا: واللة فكرتك كويسه يا فاطمه لكن انا الحامشي ابيع الاكل معى عشه
فاطمه: والله يا امى كان متنا من الجوع ما اخليك تمشي تقدى فى الشارع
امنه: لى ما قعدتى حتكون زى قعدتك انتى والا ان عشان مره كبيره
فاطمه: انا يا امى غريبه من هنا ما فى زول شافنى من ما حيت من الحلة لكن انتى ناس الحله كلهم بعرفوك واحتمال بناتك ما ايرضن امهن تبع الاكل فى الشارع وكان جاء واحد من اهل المرحوم شافك بتبعي اكل اقول شنو
امنه بعد ان تحضن : اللة اخليك لي يا بتي
فاطمه: بس عاوزة اطلب منك طلب يا امى ممكن
امنه: اى حاجة عاوزاها ممكن يابتي عاوزة قروش
فاطمه : شويه قروش لكن فى حاجة تانيه
امنه: شنو
فاطمه:ما تكلمى البنات خاصة امل انى بقيت اعمل اكل وابيعوا
امنه: لى ما دايراهم اعرفوا
فاطمه : عشان ما اتحسسوا قولى ليهم انك لقيتى شغل
امنه: لكن هم ما مصيروم اعرفوا
فاطمه: بس تمر اول ايام دى يا امى وتانى كان اعرفوا الاعرفوا\
امنه: يا فاطمه لو ما جيت الليلة بدري كنتي كلمتينى
فاطمه: انا بقدر اعمل حاجة من غير ما اكلمك
امنه وهى تحضن فاطمه: ما عارفة اقول ليك شنو يا بتي
فاطمه : ما تقولى حاجة الام بتشكر بتها
تبداء الاضاءه فى الانخاض
يسمع صوت الصوت يهوى علي جسد الفتاه
الفتاة: واااااااى واااااااااى
الجلاد: سته وتسعين
تعود الاضاءه الى وضعها الطبعي امل تجلس معى امنه
امل: يا امى الجامعه قربت تفتح وعاوزه اشترى لى شويه هدوم امشي بيها
امنه:يا امل يا بتي انتى ما صغيره وعارف الحاصل شنو
امل:لكن يا امى انتى عارفه حالتى هدومى
امنه:والله عارفة لكن انتى عارفة
امل: انشاء اللة يا يمه لبستين بس
امنه: يا بتي لو فى انا ببخل عليك
تصمت قليلا
امنه: والله يا امل كان ما فاطمه ما كنتى عارفة عملتى شنو كل يوم من الدغش تقوم تشد الاكل وتمشي بيهو السوق وتقعد معى الصعاليق والشماشه لقايت ما تبعوا كلوا وتتحمل الما بقدر اتحملوا زول دى كلوا عشانى نحنا
امل: اى والله يا امى اللة اقدرنى على رد جمايلي كفايه انها حتشتغل بالمساء برضو عشان تدفع لى مصاريف الجامعه
امنه: اللهم امين
امل :انا بقول يا امى اكلمى ممكن تصرف
امنه: تتصرف كيف يا بت كتر خيري على العاملو معانا انتى عاوزة تتقطع والا شنو انتى شفتيها من يوم ما اتشتغلت اشترت ليها حاجة لنفسها ما البجيوا كلو بتدينى ليهو
تصمت قليلا
امنه: والله يا امل كان اتكلمتى معى فاطمه فى الموضوع دى تانى لا انتى بتى والا بعرفك
الدموع تنزل من عينى امل
امنه: اصبرى شويه لقايت اول الشهر الجاى بشترى ليك لبسه
يسمع صوت طرق على الباب
امنه: دى فاطمه يا امل يا بتى خشي جوة قشي دموعك وغسلى وشك اوعك فاطمه تشوق دموعك هى ما ناقصة
تذهب الام وتفتح الباب تخرج امل من الجه المقابله
تعود الام ومعها فاطمه وهى تحمل اوانى تجلسان على ذات الكراسي
فاطمه :الحمد للة اليله ما فضل لي حاجة يا امى
امنه: الحمد لله
فاطمه تخرج النقود من جيبها وتعطيها لامنه: امسكى يا يمه
امنه وهى تاخذ النقود: كتر خيرك لكن يا فاطمه انتى كل يوم تدينى كل الحبتيهووما يوم شيلتى منو شي وحتى حق الفطور الانا بديك ليهوبتابي تاخدى الا بعد تعب يا فاطمه كدى ما ببقي
فاطمه: انا اشتكيت ليك والا لزول يا امى
امنه: ما لازم تشتكى يا فاطمه فى حاجات بتحس اسه هدومك ديل عليك اللة ما اقطعن من الغسيل والمكوه كل يوم ما ممكن اكون عندك لبسه واحدة بتمشي بيها كل يوم
فاطمه: يا امى انا راضيه
امنه : غايتو انا بقيت خجلانه منك عديل كدى
فاطمه: الكلام دى عيب عليك يا امى
امنه: ادينى العدة دى اوديها ليك المطبخ انا اصلي ماشي اعمل الاكل
تاخذ العدة وتخرج من المسرح تدخل امل من نفس المكان الذى خرجت منه الام وتجلس عل نفس كرسي الام
فاطمه: مالى دكتورتنا الليلة مزاجة متعكر
امل:خلاص انتى بقتينى دكتوره عديل كدى انا لسه ما دخلتى سنه اولى والباين على غلطتى امن دخلتى الطب
فاطمه: لى يا امل
امل: انتى عارفة كليه الطب احسن كليه وما بدخلوها الا اولاد الناس المرتاحين ومصاريفة انتى عارفا ما انتى الدفعتيا وعاوزة ليها لبس وحاجات كتيره
فاطمه: من الناحيه دى ما تشلي هم
امل: كيف ما اشيل هم وانتى عشانى حارمنى نفسك من كل حاجة
فاطمه: ما تشيلى هم والله بدبر اى شي
تصمت قليلا
فاطمه: الجامعه فضل ليها كم يوم
امل : فضل ليها اسبوع
فاطمه: يعنى خلاص لازم نمشي السوق نشتري ليك كم حاجة حلوة
امل: من وين يا فاطمه
فاطمه: ما تشيلي هم هاك دى مائه وخمسين جنيه اكسي بيها نفسك
امل وهى تستلم النقود: لكن من وين يا فاطمه
فاطمه:امك كانت كل يوم بتدينى 2 جنيه افطر بيها انا كنتى بلما وبفطر ببواقى الناس
امل : لكن ما ممكن يا فاطمه
فاطمه: وشغل البوتيك الكل يوم المسي بمشي اقعد فيهو بدونى 300 ما متين زى ما بقول لامك 100 الباقيه بتاعتك من اول الشهر الجاى
امل:وكان سالتنى القروش بتاعت الهدوم جبتها من وين
فاطمه:قولى ليها فاطمه اخدت سلفيه من الشغل وادتنى ليها وحيخصموا منها خمسين كل شهر
تبداء الاتضاءه فى الانخفاض
يسمع صوت السوط يهوي علي جسد الفتااة
الفتاة: واااااااااااااى واااااااى
الجلاد: تمنيه وتسعين
تعود الاضاءه الى وضعها الطبيعى منزل شبيه بمنزل المقدم فاطمة ترتدى اسكيرت جينز فوق الركبه وبلوزه تهطر بطنها وتضع على وجهها كميه من ادوات التجميل تجلس معى امراة فى منصف التينات ترتدى ملابس قصيره
المراة: اها يا فاطمه ليك اسه معانا تلاته شهور رايك شنو فى شغنلنا ما اسهل من ما كنتى خاتهو فى راسك
فاطمه بصوت فية كتير من الميوعه: واللة انا قايل الحاجة دى صعبه خلاص
المراة: فى زول حس بحاجة
فاطمه: واللة البركه فيك ما فى زول حاسي حكايت شغلى المساء فى البوتيك سهلت لى كتير
المراة : ولو امنه سالت عنك فى الدكان حيقول ليها انو رسلك مشوار السوق وحيقول ليها تنتظرك ومن غير ما هى تحس حاضرب لى
تلفون انتى اورينى عشان انتى تمشي ليهو
فاطمه وهى تضحك: واللة ما فى زول غيرك بفكر فى فكره ذى دى
المراة: امن جواء ناس البوليس المراه الفاتت انتى خفتى ساي شفتينى كيف حليت معاهم الموضوع
فاطمه: واللة العسكري من ما اخد القروش تانى ما شفتوا تانى بمناسبه القروش عندى عندك كم اسه
المراة: عندك عندى تلاته الف وخمسمائه
فاطمه: الحمد لله
المراة : وكان حصل ومره ناس البوليس لاصروا اودينى القسم ابراهيم حيضرب لامنه وحيقول ليها انو رسلك بوسودان يومين تقضى
ليهو شغل هناك كل حاجة محسوب حسابه يافاطمه
فاطمه: الحمد للة
يدخل مجموعة من العساكر ويغبضوا على فاطمه والمراة ومعهو مجموعة اخري من الفتيات
يطفى هذاء الجز من المسرح
يسمع صوت السوط يهوي على جسد الفتاه
الفتاة: وواااااااااى مش انهينا الحمد للة
الجلاد: انتهيتى انشاء ابقي ليك درس وما تكرريها تانى
الفتاة: اكيد حارجع انا عارفه انى البعملو فيهو غلط لكن ما قدامى حل تانى
تمت بحمد اللة
تعليقات
إرسال تعليق