بسم الله الرحمن الرحيم









                                   كانت اسره سعيده





                            تاليف عبد الناصر عباس









              الاهداء اليكى يا زهرتى المتفحتة يا من اصبحتى شمسى وقمرى يا من احتلتى القلب بدون استذان









مقدمه


قرائى الاعزاء اود ان اشكركم على استقطاع جز من وقتكم لقراءه هذه المسرحيه وهى التانيه لى فى النشر بعد مسرحيه حكمت المحكمه وتشاء الاراده ان تناقش نفس الموضوع الذى نغاشته المسرحيه الاوله ولكن من زاويه اخري لكن قرائى دعونى اوضح بعض الامور التى لا تخفى على فطنتكم الامر الاوله اننى ضد ان تمارس المراءه البغاء مهما كانت دوافعها لذلك ومهما كانت الظروف ولكن ما ارت ان اوضحه فى المسرحيتين انه لا توجد هناك من تمارس البغاء بخاطرها و انه ليس هناك من تحلم وهى صغيره ان تصبح عندما تكبر محترفة بغاء برغم من انها اول مهنه امتهنتها المراه قد يقود المراة لذلك احتياجها المادى كفاطمه فى حكمت المحكمه التى لم تجد طريقه اخري تستطيع ان تعيش بها هى واسره الضابط عيشه بسيطه ودعنى اتسال معكم كم كانت ستغيرر الامور فى حياه فاطمه ان كانت امنه زوجه الضابط صرفت حقوق زوجها وهنا فى هذه المسرحيه تمارس هبه البغاء بدوافع نفسيه فهى قد فقدت حنان الام وتحجر قلب الاب عليها وسافر الاخ ليكمل تعليمه وزوجه الاب تذاقيها من انواع العذاب كل يوم الكتير.


اعزائي كانت هذم مقدمه لا بد منها واترككم الان لتقروا المسرحيه معى اطيب تمنياتى بقراة ممتعه.












الشخصيات (1) هبه فتاة فى بدايه العقد الثالت من العمر (2) دكتور احمد فى منتصف العقد الثالث من العمر (3) نادر اخ هبه يكبر هبه بسنتين (4) احمد والد هبه فى نهايه العقد ال سادس من العمر(5)امل والدة هبه فى اوخر العقد الخامس من العمر (6)نزار اخ هبه تصغر هبه بثلاته اعوام ( 7) ناديه زوجه الاب فى بدايه العقد الرابع (8) رجل وامراة كمبارس يجلسوا معى الجمهور (10) حامد النادل (11) هدى اخت امل تصفرها بخمسه اعوام












تفتح الستاره المسرح منقسم الى قسمين الايمن ياخذ معظم المسرح وهو مظلم والجز الاخر ياخذ حيذ صغير من المسرح وهو عباره عن صالة كافتريا متوسطه الحال يوجد بها خمسه طاولات بعضها فارغ وبعضها بها زبائن وعلى اقصى اليسار طاوله كبيره يجلس عليها النادل تدور الاضائه حول الطاولات التى بها رواد تثم تتركز على التى فى مقدمه المسرح يدخل دكتور احمد ما ان يراه النادل حتى ينهض ويتجه اليه مسرعا


النادل : دكتور احمد كيف الحال
احمد وهو يصافحة :كيفك يا حامد
النادل: تمام والحمد للة حابي تقعد فى مكان كل يوم والا تغيروا
 احمد: مكان كل يوم كويس
النادل: اتفضل
يجلس احمد على الطاولة التى تركزت الاضائه عليها
النادل: تطلب حاجة والا تنتظر شويه
احمد بعد ان ينظر فى الساعة: خلى هبه تجى
يعود النادل الى مكان جلوسه
احمد مخاطبا نفسه: اول مره تتاخر فى معادك معاى تكون عاوزة تنقذ تهديدك وتبعدى عنى والله دى مشكله كان عملت كدى هى عارفه انى ما بقدر اعيش بدونى حياتى ما بقى ليها طعم الا يوم عرفتها يا اللة انتى عارف انا بحبها قدر كيف وهى بتحبنى قدر كيف لكن هى مكبره المسائلة شويه صحى هى غلطت لمن احترفت الرزيله فتره من الزمان لكن اكيد كان عندها ظروف اجبرتى على كدى لكن انتى غفور رحيم الم تقل في كتابك خير الخطائين التوابين وانا متاكد ان توبتها توبه نصوحه صحيح انها دفعت ثمن ذلك باصبتها بمرض الايدز لكن مرض زيوا زى اى مرض تانى والانسان ممكن اعيش بيهو عشرات السنين هو حيحرمى من الامومه عشان المرض ما اتنقل للجنين انا موافق وراضي بي كدى تانى فى شنو
ينهض الكمبارس من بين المشاهدين : عارف دى كلو وزعلان انها ما جاءت يا زول احمد الله والله الله بحبك عديل كدى
احمد:واللة يا اخينا ما عرفتى الله بحبنى الا يومى العرفتها انا حياتى قبلها كانت رتيبه عاديه كل يوم بمر على كان زى القبلوا لكن السنه العرفتها فيها حياتى كلها اتغيرت حتى نظرتى الضيقه ديك للدنيا اتغيرت وبقت اوسع وارحب بقيت احب الدنيا كل الدنيا
الكمبارس: يا زول انتى ما عندك مخ والا شنو قال كانت استغفر اللة العظيم وعندها ايدز وراضى بيها والله المجنون ما بعمل عميالك دى قال دكتور قال
احمد: والله اكون مجنون لو ضيعتى من يدي وتانى يا اخينا انا ما من حقى احاسبي على الحياة العاشتى قبل ما تعرفنى اقول ليك حاجة بسيطه كان ممكن ما تكلمنى وتخلينى اكتشف الحقيقه بعد ما اتزوجى وابقى قدام الامر الواقع اها كان موقفى حيكون شنو
الكمبارس : والله كلامك فى الحته دى صاح لكن برضو ما اااااا
احمد: الحب زى الاسلام يجب ما قبل
الكمبارس: كان قلنا دى كلوا ما اثر فيك انتى ما عندك كرامه زوله تقول ليك ما داير اتزوجك وانتى تصر تعرسي يعنى حتعرسي غصبنا عنا والا كيف
احمد: لا ما غصبن عنا لكن انا متاكدة من حبها لى زى ما بحبها وممكن اكتر شويه لكن قررت تضحى بنفسها عشانى
تدخل هبه الى المسرح فتاة متوسطه الجمال تميل الى البدانه تضع كميه من مستحضرات التحميل ترتدى بنطلون جينزضيق وتى شيريت لا تضع حجاب على وجهها
ما يراها حتى تظهر البسمه والسرور فى وجه يصافحها وتجلس معه
الكمبارس وهو يصفق وبصوت اقرب الى الهمس : علكيم الله شوفو الزول دى انا من كلاموا عنا افتكترها ملكه جمال يا زول واللة مرتى دى احلى منها وقال تابت قال والله مرتى كان فكرت ساى تلبس زى زولتك دى الا اقتلا
احمد: عليك الله اقعد انا ما فاضى ليك اسه بعدين بعدين بتكلم معاك
فتره صمت تستمر لنصف دقيقة
احمد: اول مره تتاخرى واصل قبالك انا قربت اقنع وامشي
هبه بصوت اقرب الى الهمس: متاسفه على التاخير لكن انتى عارف انى ما كنتى دايره اجى وكنتى حالفه على كدى لكن والله ما قدرتى قلبي ما طاوعنى وطول السكه بحاول ارجع لكن كل ما اقول ارجع القي خطواتى بتسرع شي غريب
احمد: الحمد لله انك جيتى ودا المهم
هبه: المهم انك تساعدنى انفذ الكلام الفى راسي يا احمد لكن دى الحل الوحيد
احمد: دى المحال ما الحل الوحيد يا هبة انتى مكبره الموضوع ساي
هبه: الموضوع كبير انتى بتحاول بتصغروا لكن خلينا نتناقش بالعقل
احمد: ياتو عقل بقول نسيب بعض عشان امور تافه كدى
هبه: رايك شنو نحكم اى زول فى الكلام البقول فيهو حاقول ليك دى عين العقل رايك شنو فى الزول الكان فبلى شويه واقف
احمد:لا لا الزول دى بالذات لا عندى اقتراح نتاقش وفى النهايه كان ما وصلنا لاتفاق نحكم الزول دى
هبه: انا راضيه
احمد للكمبارس: عليك الله خليك فى مكانك عشانى كان ما اتفقنا تحكم انتى
الكمبارس: لكن حترضوا بحكمى
احمد وهبه فى نفس التوقيت : راضين
هبه:قول يا احمد اصريت على الفى راسك وعاوز تجيب اهلك عشان اخطبونى ونتزوج حتقول لى ابوك شنو عنى طبعا ما حتقدر تقول ليهو عنى انى كنتى احترف الدعاره وكنت كل يوم انوم معى رجل جديد والا انى عندى ايدز
احمد: طبعا انا ما حاقول ليهو كدى لانو دى موضوع بخصك انتى واتمنتينى عليو كان اتكلمتى معى اى زول فيهو ابقى بخون الامانه النتى ختيتى فينى
هبه: حتقول ليهو شنو
احمد: حاقول ليهو لقيت الزول الحاسي انها حتسدعنى فى حياتى بس
هبه: نفرض انك قلت ليهو كدى واقتنع بكلامك ما الطبيعى انو اسال عنى وعن اهلى
احمد: طبعا اكيد هو حيعمل كدى ولو ما عمل كدى حيكون قصر
هبه: واحتمال لو سال يعرف الانتى داسيهو عنو
احمد: احتمال
هبه: فى الحاله دى حيوافق والا ما حيوافق
احمد: والله ما عارف
هبه: يا احمد انا اتعودتى منك على الصراحه حيوافق والا لا
احمد: ما حيوافق
هبه: وحياخد منك موقف والا ما حياخد
احمد: حياخد لكن انا قادر اقنعوا انى بقيت راجل ومسول من خياراتى مهما كانت وكدى ما اظن اقدر اقول حاجة
هبه:تانى حاجة هو اكتر حاجة حتفرحوا امن اعرف انك نويت العرس شنو
احمد: انى حيشوف اولادى
هبه: والامنيه دى حنقدر نحققا ليهو
احمد: لا طبعا لانو لو حملتى الجنين حيكون حامل للمرض
هبه: وكدى نكون حرمناه من انو اكون جد لانك ولدو الوحيد وانقطع نسلكم
يهز احمد راسه بالايجاب
هبه: وبعد كم شهر حيسالك عن سبب تاخر الانجاب حتقول ليهو الحقيقة
احمد بعد ان يفكر قليلا:لا ما حاقدر اقول ليهو الحقيقة ولكن من اقول لى فحصنا انا وانتى وطلع العيب منى
هبه: يا احمد وانتى حتبقى دكتور كبير ان شاء الله لو شافنى معاك واحد من زبائى القدام حيقول عليك شنو
احمد: ما عارف حيقول على شنو
هبه: حيقول عليك مقفل وانى قدرتى اضحك عليك واخليك تتزوجنى
احمد: انتى عارفة الناس كلهم ما بهمونى بتهمينى انتى بس
هبه: ما حنقدر نعيش فى الدنيا برانا
احمد: لكن لى نخليهم هم احددوا لينا مصيرنا
فتره صمت قصيره
احمد: انا عارف يا هبه انو الاجبرتك على ارتكاب المعصيه ظروف مريتى بيها ومتاكد من انك توبتى توبه نصوحة واللة بقبل توبه الكافر خليك من باقى الاشياء عاوزنى انا ما اقبلي
هبه: داك اللة الغفور الرحيم لكن نحنا بشر رايك شنو يا احمد احكى ليك قصتى
احمد: انا ما من حقى اطلب منك دى لانو كان قبلي ما اعرفك لكن لو حكيتى لي اكون شاكر ليك
هبه:انا يااحمد ولدت التانيه من تلاته اخوان الاتنين التانين اولاد نادر ونزار ابوي كن وحيد وامى كلن عندها خمسه اخوات
يضاء الجزء الاخر من المسرح منزل متوسط الحال طقم جلوس مكون من سته كراسي خشبيه ووسط كل كريسن طاوله خشبيه وهناك طاوله يضع فيها تلفزيون متوسط الحجم وفى الحائط صوره لام واب وتلاته اطفال
تدخل امل تنظر يمين ويسار كانها تبحث عن شي ضائع
امل تنادى باعلى صوت لديها: يا نادر يا نادر
صوت طفل ياتي من بعيد: اااى يا امى
امل: تعال وجيب معاك اخوانك انتوا ما تعبتوا من اللعب
صوت الطفل: لسه شويه يا امى
امل : تعال انا عوزاكم لحاجة مهمه
صوت طفله: حاضر يا امى نحنا جاين
يدخل تلاته اطفال اكبرهم عشره اعوام والتانيه طفلة 8اعوام والصغر 5 اعوم يدخلون يركضون
امل: شنو يا اولاد حكايتكم الليلة الفطور ما جيتوا تفطروا
نادر اكبر الطفال سن : يا امى الليله اول يوم فى الاجازة يعنى لينى فتره من اللعب عشان كدى لعبنا كتير
الطفلة: اليله اول يوم شفع الحوش كلهم اتلموا ودايرينا ما نكون معاهم
امل:داريكم تكونى معاهم بس الفطور برضو مهم ولازم ترتحوا شوية عشان بعدين بابا مودينا لمكان جميل
الاطفال التلاته فى نفس التوقيت: وين يا ما ما وين
امل: ما حوريكم وين الا بعد ما انتى يا هبه ونزار تستحموا وتمشوا تسترحوا لقايت العصر بعدين بوريكم وانتى يا نادر عوزاك تمشي الدكان تجيب لى حاجات الليلة ابوكم جايب معاهو ضيوف على الغداء
نادر : حاضر يا امى بنعمل اى حاجة انتى دايراها بس عليك الله تورينا ابوى مودينا وين ومنو الضيف الجاى معاهو
امل: الضيف ما ورانى ليهو منو والحته الماشين ليها حنساهر فيها عشان كدي لازم ترتحوا كتير لانو الما بسمع الكلام ما حنسوقو معانا بعدين حنخليهو معى ناس هدى اختى
هبه: كويس يا ما ما انا ماشه استحمى
امل :لا خلينى احمى اخوكى اول وانتى يا نادر دى الحاجات الانا دايراها كتبتى ليك فى ورقه امشي جيبي سريع وتعال 
يخرج نادر من المسرح
هبه: يا امى ممكن امشي العب لقايت ما انتى تحمى نزار
امل:انتى حره انا غايتو حزرتك
هبه: خلاص يا امى بس اقول حاجة لخالدة واجى
امل: ممكن بس سريع
تركض هبه خارجه من المسرح وتمسك امل نزاد وتخرج به من جه اخري
تنخفض الضاءه فى الجز الايمن من المسرح
يسمع صوت هبه الفتاة: كنا يا احمد ساكنين معى خلاتى فى نفس الحوش لكن كل كان لكل واحدة بيت منفصل عندو باب براهو على الشارع وكان فى وسط الحوش فى فسحه كبيره كانوا امن تجى مناسبه بعملوها فيها وكان كل يوم فى فتره الاجازه بنلتمى فيها كلنا نحنا وبنات واولاد خالتى ام االكان بينى وبين نادر كان عكس البين كل الاخوان فى العمر دى كان طبيعى انهم اتشكلوا ازعلوا من بعض لكن انا هو كنا متفقين لدرجه بعيدة حتى وانا صغيره كانت امى عشان تعلمنا نعتمد على انفسنا بتقول لينا كل واحد اغسل هدومى براهو انا ما كنتى بخلى نادر اغسل هدومو كنتى بغسلي ليهو معى هدومى اول مره امى امن شافتنى بغسل فيها استغربت وما عرفت تقول لي شنو
تعود الاضاءه الى وضعها الطبيعى فى الجزء الايمن من المسرح احمد والد هبه جالس على احد الكراسي ويقراء فى صحيفة يدخا نادر وهبه ويتسللوا حتى يصلون الى مكان جلوسه
نادر يرفع يدة وينزلها وبعهدها يصرخ الانتنين فى نفس التوقيت:ااااااااا
يفزع الاب الذي يضع الصحيفه حانيا ويحصن كل منهما فى جه
نادر: بابا ماما قالت لينا انك مودينا حته حلوة الليله لكن ما ورتنى هى وين
الاب بعد ان يضحك: اى كنتى عاوز اوديكم حته حلوه لكن ماما قالت لى انكم عملتوا ازعاج وتعبتوها الصباح صاح والا غلط
هبه:بابا نحنا كنا اليوم كلوا بنلعب بره ونسيا الفطور بس يا بابا
احمد: كدى صاح والاغلط
نادر: اى يا بابا كدى غلط لكن نحنا لينا فترة طويله ما لعبنا ادبنا انتهينا من الامتحانات والنتائج ظهرت عشان كدى لعبنا كتير
احمد: امن تجى ماما اعتزروا ليها كان قبلت اعتزاركم انا بفسحكم الليله وكان ما فبلت ما فى فسحه اتفقنا
نادر: اتفقنا بس يا بابا كان ما قبلت حنسي لينا انتى
احمد:كويس ححنسا ليكم بس المهم انكم اول حاجة تعتزروا
نادر: حاضر يا بابا
تدخل امل وهى تحمل في يدها صينه بها ادوات الشاي تضعها فى الطاولة التى امام الاب وتبداء فى اعداد كوبين من الشاى تاخذ احدهما وتتضع اماها وتترك الاخر عل الطاولة تجلس في الكرسي الذى بجوار كرسي احمد
نادر: معليش يا ماما نحنا فبيل زعلناك امن ماجينا وقت الفطور
امل: تانى يا نادر امن اناديكم تجوينى من اول مره
نادر:حاضر يا ماما
احمد:خلاص انتى رضيتى يعنى ممكن اوديهم المكان المتفقين عليهو
امل:اى رضيت لكن بس
يقاطعها احمد:خلاص يا اولاد ماما وافقت امشوا جهزوا هدومكم الحتطلوع بيها
يركض هبه ونادر خارجين من المسرح
امل: معليش يا احمد انا اطريت قبيل اقول ليهم كدى عشان استريحوا شويه وانا اسه حقنعم انو نقضى اليوم فى البيت احسن
احمدبعد ان يضع يده على ظهر امل: لى الاولاد لازم اطلعو وانا من فبل الامتحانات وعتدهم انه لو طلعو من العشره الاوائل حوديهم المسرح
امل:لكن يا احمد انتى اليله تعبان نومه العصر المتعود عليها كل يوم الليله عشان معاك خالد صاحبك ما اخذتي خليها يوم تانى
احمد: واطلعك صغيره قدام الاولاد لا لا ما ممكن
امل: خلى موضوع الاولاد دى علي خليهم هم البجوا اقولو ليك خلى الطلعه يا بابا ليوم تانى
احمد: انا عارف انك بتقدري تقنعيهم اعملوا كدى لكن انا فى القتره الفاتت بعدة شويه عنك وعن الاولاد وهموم الشغل كانت ماخدني منكم الليله عاوز اعوضكم
امل:لكن انتى الليله تعبان عليك الله يا احمد خليها يوم تانى
احمد: يا امل انا ما ضامن ظروفى فى الايامات الجايه الليله احسن
فتره صمت قصيره
احمد: مدير البنك قال احتمال اسفرنى الاسبوع الجاى بورسودان عشان اعرف الحاصل هناك شنو فى السنه الاخيره امورم كانت ما مظبوطه
امل: حتقضى كم يوم فى بورسودان
احمد: حقضى لى اسبوع بالكتير
امل: اسبوع كامل حقضيهو من غيرك كبف
احمد: انتى حيكون معاك الاولاد حيصبروكى شويه لكن انا من ما انتهى من الشغل لقايت تانى يوم الصباح حكون براى الله اصبرنى ساى على كدى
امل : الله اعينك عارفاك بتتعب كيف
احمد: كلوا يهون عشان خاطرك انتى والاولاد
امل:الاولاد اسه بكونو جهزوا انتى اجهز وانا بحهز نزار وبعدين بجهز
ينهضا ويخرجان من المسرح
تنخفض الاضاءه وتتركز على الجز الاخر
هبه:كنا يا احمد كلنا بنحب بعض بصوره مبالغه كان كل واحد فينا بفكر فى الباقين قبل ما افكر فى نفسو امن اطلع التانيه مثلا كان ابوى دائمه بجيب لي هديه برفض افتحى لقايت ما اجيب لنادر ونزار هدايه
يقاطعها احمد: انتى ما ملاحظه الليلة حاجه غريبه
امل تنظر حولها لتكتشف الشي الغريب: ما لاحظتى حاجه
احمد : من ما قعدنا ليتا قريب النص ساعة والنقاش ماخدنى وما طلبنى اى حاجه
امل تضحك
احمد يرفع يدة ليشير الى الجرسون ليحضر الذى ما ان يري اشاره احمد حتى يحضر مسرعا احمد:انا جيب لى عصير منجا وبعديهو بشويه ايسكريم شوكلاته
النادل: وحضرتك
هبة: انا نفس لكن الايسكريم فنيليا
النادل : اى حاجه تانى
احمد بعد ان يفكر قليلا:اتنين مويه
يعود الجرسون الى مكان اعداد الطلبات
احمد: ممكن تواصلى يا هبه
هبة:كان حينما يمرض احدنا يعلن فى البيت حاله طواري لا احد يستطيع ان يفارق الشخص المريض وكان يهجرنا جميعا النوم ونساهر ليلتين وتلاته ليالي حتى يشفي وتعود الى كل البيت الروح من جديد
تعود الاضاءه الي وضعها الطبيعى ايمن المسرح نفس الديكور امل تجلس على احد الكراسي وقد كبرت بعض الشي يدخل نادر الى المسرح وقد كبر عامين وبقف امام والدته
نادر: يا امى انا ماشي درس العصر عاوزه حاجة منى
امل: لا يا نادر ما دايره منك حاجة
نادر: طيب معى السلامه
امل: ما تتاخر زى كل يوم اول ما الدرس انتهى تعال طوالي
نادر:يا امى انا كبرتى وما بقيت صغير وما بتخاف على
امل: انا برضي كنتى قايل كدى امن الولد اكبر بتحمل المسوليه والخوف عليهو بقل لكن فى الزمن دى كل ما الولد اكبر الخوف عليهو بكبر وانتى يا نادر فى مرحلة صعب ممكن اى حاجة تضيعك
نادر:ما تخافى على يا امى انا ولدك الربيتيهو على الصاح والغلط وانتى عارفنى حاجة غلط اصلي ما بقرب منها
امل:اى والله يا ولدى بس قلتى اوصيك زيادة
نادر:يا امى بعد الدرس حامش معى مجاهد صحابي بيتم فى مسائل ما فاهمنا فى الحساب طارق اخوهو الكبير حاشرحى لينا
امل: خير خير يا نادر يا ولدى
يخرج نادر من المسرح بعد ان يقبل والدته
وتسود فتره صمت لنصف دقيقه
يدخل احمد من ذات المكان الذى خرج منه نادر يتقدم نادر بخطوات مرهقه ما ان يصل الى طقم الجلوس حتى يرمى نفسه فى الكرسي
احمد: عليك الله جك مويه يا امل
تخرج امل وتعود مسرعا وهى تحمل فى يديها جك ماء تصب فى الكوب وتعطيه لاحمد الذي يشربه ويعيد الكوب اليها فتملة مرة اخري وتعطيه لة ويشربه ايضا ويعيد لها الكوب فارغ
امل: اكوب ليك تانى
احمد: لا لا الحمد لله
امل بعد ان تجلس :حرام عليك البتعملوا فى نفسك دى يا احمد مما ممكن كل يوم بعد ما تنتهى من الشغل تطلع على بحرى تشوف الناس البنبنوا فى البيت ماشين كيف يا احمد انتى اصلك بتطلع من الشغل متاخر
احمد:والله صعب على لكن بيت بحري دى لو تم حنرتاح راحه وحنصمن بيهوجز من مستقبل الاولاد لانو كلو واحد فيهم حيكون عندوا شقتوا براو
يصمت قليلا
احمد: عارف المشكله الفى بلد دى ما مخلاينا نتقدم اصلوا العمال ما بشتغلوا الا سيد الشي وافق فى راسم العامل الفى البلادان التانيه البعملوا فى يوم العامل السودانى فى اسبوع ما بتموا عشان كدى دائما متاخرين وحتى فى البلدان التانيه ما مديننا مكانتنا المفروض ناخذ الشعب السودانى اكسل شعب لكن مصيرو اجى يوم واتعلموا قيمه الوقت والعمل
امل: لكن انتى ختيت فى البيت دى القروش اللميناها فى حياتنا كلها وما حيتم
احمد:على قدر القروش الفى نحاول نعمل حاجة وانشاء الله الله بدبر الباقى
امل: لكن كدى صعب عليك على الاقل اشتري ليك عربيه ولو تعبانه شويه ما ممكن كل يوم تدخل البيت بعد اذن العشاء وما بتكون متغدى
احمد: كان تعبي انا هين ومقدور علي بس المهم الواحد اقدر اعمل حاجة اضمن بيها جزء من مستقبل الاولاد
امل:كويس يا احمد انا عندى فكره خلاص الاولاد كبروا وبقوا ما محتاجين اقعد فى البيت اليوم كلوا رايك شنو ارجع الشغل معاك فى البنك اهو مرتبي برضو بساعد شويه
احمد: انا كلمتك من اول يوم قلت ليك انا ما بمنعك من الشغل شرط انو ما اثر على واجباتك فى البيت وانتى امن طلبتي الاجازة المره الفاتت حاولتى اقنعك ما تقدميها
امل: يعنى انتى ما عندك مانع ارجع الشغل
احمد: اطلاقا بس في مشكله بسيطه الاولاد حيرجعوا من المدرسه قبلي ما نحنا نرجع من الشغل نخليهم الفتره دى اقضوها فى البيت حيخربوا نظام البيت كلوا نعمل شنو
امل:نخليهم اقعدوا عند ناس ابتسام اختى اشتغلوا واجباتم وارجعوا دروس المدرسه وامن ارجع انا بناديهم اجوا
احمد: على خيره الله وانا بكرة حبداء فى اجرات قطع الاجازة بتاعتك وححاول اخلوكى فى نفس الفرع الشغال فيهو انا
امل: ان شاء الله تقدر
تنخفض الاضاءه فى هذا الجز من المسرح وتتركز فى الجز الاخر من المسرح
هبه بعدتشرب من كوب العصير الذى امامها:كان ابي مهموم جدا بمستقبلنا ولذلك ببعض المال الذى وفره فى حياته وبقرض من البنك بضمان مرتبه استطاع بناء بيت من طابقين فى كل طابق شقتين ولكن النقود انتهت فبل ان تبداء مرحلة التشاطيب الاخيره
احمد:ما شاء اللة كان ابوكى حكيم ففي ذلك الزمان كان كل شي متيسر وباسعار منخفضه اما الان فكل شي ردى وباسعار باهظه
هبه:لا تنسي انه محاسبه ويجيد لغة الارقام
تنخفض الاضاءه فى هذا الجز من المسرح وتتركز على الجزء الاخر غرفه نوم بها من الاثاث سريرين خشبين قدمين ودولاب وتسريحه كلهم محليون الصنع احمد يرقد على احد السرين وامل ترقد على السرير الاخر
امل:الحمد لله البيت مشي كويس لكن ما اظن اننا تانى قريب نقدر نعمل فيهو حاجة القروش العندنا كلها صرفناها فيهو وغير كدى انتى ذاتك تعبتى
احمد: الحمد لله الوصل هنا لاكن انا لازم اتموا باى شكل لازم اتموا باى شكل
امل:يعنى حتعمل شنو يا احمد
تصمت قليلا
امل: ارضي باراده اللة يا احمد وكان اللة رايد لينا نكملوا بنكملوا ولو اللة رايد انو اقيف لقايت هنا ما حنقدر نعمل حاجة مهما حاولنا
احمد: ونعمه بالله ونعمه بالله
يصمت قليلا
احمد:رايك شنو يا امل كان لقيت لى فرصه عقد فى دول الخليج امشي اغترب لى سنه سنتين الم فيها قروش اتم بيها البيت وبرضو اعمل لى راس مال امن ارجع افتح لى مكتب محاسبه ما اكون كويس
امل: كويس كيفن عاوز تسيبنى انا والاولاد وتغترب العن ابو القروش لو حتفرقنا من بعض يوم واحد
احمد: يعنى يا امل انا داير كدى بس معى الظروف الحاصلة دى لازم نضحى شويه عشان الاولاد
امل: يا احمد انتى كبرتى على الاغتراب الكلام دى لو كان فبلى عشره سنين كنتى ممكن افكر فيهو ولكن اسه انا محتاجة ليك والاولاد محتاجين ليك اكتر منى نادر فى مرحله المراهقه ودى محتاجة متابعه شديدة منك انتى ما منى انا وبعدين يا احمد نحمد الله على الادنا ليهو لقايت اسه ونصبر انت قبلى كم سنه كنتى بتفكر انو اكون عندك عماره فيها شقة لكل واحد من اولادك
احمد:اى صاح ما كنتى بفكر فى كدى لكن انتى براك شايفه الظروف اليومين ديل نحنا الاتنين شغالين ومواهينا مقارنه بباقي الناس كبير جداء وبرضو المواهى يا دوب جايبه لينا الحاجات الاساسيه عليك الله انا زمان ما كنتى كل سنه بشترى ليك دهب اسه لى كم سنه ما اشتريت ليك وكمان شلتى شويه من الدهب العندك تميت بيهو البيت
امل: كان على الدهب انا ما دايره وكان على الشلتو منى ما انتى الجبتو لى يا احمد
احمد: كدى خلي العواطف شويه ونفكر بالعقل انا كان اخدتى اجازة من البنك و سافرتى انتى بتقدري تدبري امور البيت بماهتك وانا ماهتى حاوفر منها جزء كبير نتحمل الوضع دى سنه سنتين تلاته وبعدين حالنى حيتصلح
امل: والله كلامك برضو فيهو منطق لكن حتسافر وين
احمد: انتى ناسيه انو عندى زمالة المحاسبين الامريكيه يعنى مليون موسسه تتمنى اشتغل معاها طارق صاحبي امن جاء الاجازه الاخيره اصر انو اشيل صور من شهاداتى واعرضي على الموسسه الهو بيعمل فيها صاحب الموسسه طلب منواقنعنى اشتغل معاهم وبمرتب خرافى وعندى عرضين تانين من بنوك عربيه كبيره حفاضل بينم
امل : يعنى انك حسمت الامر وتخبرنى من باب العلم بالشي فقط
يجيبها احمد بهز راسه بالايجاب
امل:اول مره تعملى يا احمد وداء موشر خطير
تسود فتره صمت لنصف دقيقة
امل:عارف احسن حاجة فى البنك انو ادانى فرصه ناخد الزماله الامريكيه وبرضو كان ببعثنا كتير لدورات تدربيه
احمدوهو يغالب الدموع: والله انا ما كنتى داير اخليهو كلوا كلوا لكن الظروف ما بتساعد الزول
تنهض امل من سريرها وتتوجه الى سرير احمد وتحضنه بقوه
تبداء الاضاءه فى الانخفاض وتتركز فى الجزء الاخر من المسرح
هبه بعد ان تشرب من كوب العصير الذى امامها:وجاء يوم سفر ابوى لو شفتنى اليوم داك تقول عندنا بكا عديل كدى ابوى ببكى امى بتبكى اخوانى كل واحد ببكى وخلاتى واولادم برضو دخلوا فى نوبه البكاء الجماعى
تنزل الدموع من هبه
ينهض احمد من كرسيه ويخرج منديل ورق جيبه ويمسح به دموع هبه تم يعود الى كرسيه
فتره صمت لفتره دقيقه تحاول فيها هبه استعادت هدوها
هبه:ما عارفه يا احمد كل ما اتزكر اللحظه دي اعصابي بتنهار ما عارفة لى احتمال تكون عشان دى اخر مره شفت فيها ابوى بصورتو دي احتمال عشان دى كانت اللحظه الفاصلة ما بين حياتى فبلها وحياتى التانيه الحتبداء بعدها فى الوقت داك انا كنتى فى بدايه مرحله المراهقه وكانت بدايه اول حب فى حياتى كان لمجاهد زميل اخوى وكان بجى بيتنا يوميا عشان ازاكروا معى بعض فى الوقت داك كان نادر ممتحن من الاساس للثانوى كانت حالتى غريبه كل ما اتزكري اسه اضحك براى كانت متعتى وفرصتى الوحيده انو اشوفو امن كانوا بطلبوا حاجه اكلوا والا اشربوا كنتى بوديها ليهم انا كنتى بدخل الغرفة وانا ارتجف وبعد ان اضع الشي الذى احمله كنت اصافحة واخرج كنت اعود الى غرفتى وارقد فى سرير واسرح عن الدنيا
احمد: يعنى خضتى تجربه الحب بدرى
هبه:دى ما حب الحب عرفتوا بعد ما عرفتك دى كان ممكن نقول عليهو ااااا تجربه مراهقه عارف يا احمد اكتر حاجة عجبانى فى مجاهد شنو
احمد: شنو
هبه:انو صوره مصغره لابوي فى ذلك الوقت 
احمد بعد ان يضحك: الغريبه اول حب فى حيات البنات دائما لانو الزول بكون شبيه بوالدة برغم من انو فى احيان كتيره تكون صوره الاب عند البت ما الصوره المثاليه
هبه:لا ابوي فى الوقت داك ما ممكن اوصف ليك مكانتو عندى كان اقرب لى من امى لانو امى احيانا بتقسو علينا شويه لكنة هو لا يعنى امى عندى صحبات منعانى امشي لبيتم امن اكون عاوزه امشي لواحد منهن بكلم ابوى عشان اقنعى لى
فتره صمت قصيره
هبه: خلينى نرجع ليوم سفر ابوى مما رجعت امى من المطار عملت لينا اجتماع قمه انا وهى ونادر
يضاء الجز الاخر من المسرح
امل وهبه ونادر جالسين فى الغرفه
امل: انتو عارقين انو بابا ضحى بقعدتوا معانا وسافر اغترب عشان اوفر لينا فرصه حياه افضل وعارقين انو حيتعب كتير وهو بعيد عننا انتو شفتو امن كان اسافر اي ماموريه اسبوع برجع لينا وحالتو كيف المره دى السفره على اقل تقدير تلاته سنين ممكن بعد كل سنه اقضى معانا شهر لكن تانى حيرجع فبل ما اشبع مننا ونشبع نحنا منو برضو والخلى بابا اسافر انو مطمين علينا عشان كدى نحنا كلنا لازم نكون قدر المسوليه
نادر: كيف يا امى
امل: اول حاجة انتى وامل لازم تستمروا فى التفوق وبدل ما كنتوا بتطلعوا ضمن التلاته الاوائل لازم تبذلوا مجهود زيادة وتبقوا الاوائل لان تفوكم بسعد والدكم وبحسسوا انكم قدرتوا التضحيه الهو عملى
نادر: انشاء الله يا امى انا بوعدك ابذل مجهود اكبر
امل: وانتى يا هبه ما بتوعدينى
هبه:يا امي انتى عارفة المجهود الببذلوا فى القرايه لكن الاوله دى صعبه معى سلمى زميلتى انتى عارفه انها الاوله على الفصل من سنه اوله
امل: انتى حاولى يا هبه وكان ما قدرتى اكفيك شرف المحاوله
هبه: انا بوعدك لكن كلمى نادر اساعدنى شويه
نادر : انا يا هبه اصلي قررت اسيب الكوره الكنتى بمشي العبى الوقت دى ممكن اساعدك
امل: انتى لى عاوز تسيب الكوره
نادر : يا امى انتى عارفة انها بتاخد وقت كبير وانا ممكن استفيد من الوقت دى فى حاجه تانيه افضل
امل: لكن الرياضه برضو مهمه ما تنسي انو العقل السليم فى الجسم السليم وبرضو دى الترفيه الوحيد الانتى بتعملوا وبتفرغ فيها الطاقة الزايدة الفيك
نادر:دى رايك يا امى
امل:لازم تستمر فى الرياضه وكان على مساعده هبه ساهل انك تخصص ليك ليها نص ساعة يوميا انتى ممكن مثلا تقلل شويه من الوقت البتقعد بعد التمرين
نادر: خلاص كدى اتفقنا يا امى
امل: وانا من جهتى حابزل جهد كبير فى البنك لانو المنصب الكان ماسكوا ابوكم مكستوا انا اسه ولازم استمر على نفس مستوى ابوكم لانو البنك دى افضالوا كتيره علينا كتيره علينا كفايه انى انا وابوكم اتلقينا فيهو اول مره
فتره صمت بسيطه
امل: فى حاجة تانيه يا هبه لازم توعدينى بيها انتى بالذات
هبه:اوعدك بشنو تانى يا امى
امل:توعدينى انك تسمعى اى كلمه اقولى ليك نادر اخوك لانو هو ما داير حاجة الا مصلحتك وعوزاك انتى يا نادرتخلى بالك من اختك وترعاها زى ما ابوك كان برعاها انا عارفة المسئوليه كبيره لكن انتى قدري يا نادر ونفس الحكايه لنزار اخوك حتى كان شفتنى انا ذاتى بعمل فى حاجة انتى شايفة غلط نبهنى
هبه:بوعدك يا امى
نادر: الله اقدرنى على تحمل المسوليه دى
امل: وعشان اخليك انك بقيت راجل البيت يا نادر انا حخلي ليك الغرفة دى وحامشي معى هبه غرفتى
نادر:لكن يا امى
امل: اسمع الكلام يا نادر انا ذاتى ما محتاجة الاوضه دى تانى الا امن ابوك اجى
نادر:خلاص يا امي مدام انتى شايقه كدى
يطفى هذا الجز من المسرح
تتركز الاضاءه فى الجزء الاخر من المسرح
هبه: ومر عام كان من اغرب الاعوام فى حياتى بداء جميل جداء لكنه انتهى نهايه تعيسه ففى ذلك العام وضعتنى والدتى داخل عينها ولم يقصر نادر معى كان يوصلنى كل يوم الى مدرستى ويعود فى اخر اليوم لاعود معه الى المنزل وكان اكثر شي يعجبنى فى هذا انه فى بعض المرات كان يصاحبنا فى طريق العوده مجاهد فهو لا يسكن بعيد عن منزلنا وكنا فى طريق العوده نشتري ايسكريم ونتناوله فى الطريق وهذا سبب ادمانى للايسكريم حتى الان والشي العجيب ان مجاهد برغم من ان اسمع من صديقاتى قصص كتيره عنه وانه ما ان يجد واحدة من الطالبات عائد من المدرسه بمفردها الا ويبادل بمشغلتها الا انه معى يكون فى قمه الادب والاحترام وانه لا يتحدث معى ابدا وحتى عندما يساله نادر عن شي في وجودى يكتفى باجابه مقتطبه وكنت اظن ان ذلك لوجود نادر الى ان اصيب نادر فى احدى مباريات الكره وقرر الطبيب ان يظل فى السرير لمدة اسبوع وفى هذا الاسبوع تولى مجاهد مهمة توصلي الى المدرسه فى الحقيقة فرحت بهذه الفرصة حتى اتعرف على مجاهد اكثر الا انه وطوال هذا الاسبوع لم يتغير طريقة مجاهد معى بل ازداد الامر سو فقد كان عندما يقابلنى يصافحنى ويسالنى عامله كيف فاجيبه بالحمد لله ولكن فى هذا الاسبوع كان عندما يقابلنى يمد يدة مصافحا ولا ينطف بكلمه واحدة واذاد اعجابى به لاحظت طوال المسافة بين المدرسه والبيت لا يرفع راسه من الارض ولا يرمقنى ولو بنظره واحدة وادركت انه يعتبرنى اخت صديقة اى اخته
احمد:شخص غريب
هبه: دعنى منه نجحت فى ذلك العام وبمساعدة نادر ان اصبح الاوله على الفصل فى يوم اعلان النتائح كانت سلمى متاكدة من انها الاولة الا انها اصيبت بصدمه عندما اعلن اسمى الاوله ليس على الفصل بل عل كل المدرسه ودخلن فى نوبه بكاء شديد حتى ظننت ان مكروه سيحدث بها ونجح نادر بل كان التانى على كل الخرطوم فى امتحان الانتقال الى التانوى وقصيت ممعظم الاجازه فى القراة قد لاحظت والدتى انى بدات اميل الى كتابه الشعر فاحضرت لى بعض الدواوين لشعراء من مختلف العصور والاجيال
احمد: كل الامور سارت كما خططتم لها اذن وين النهايه الحزينه
هبه: لو تحليت بقليل من الصبر لعرفت كل شي فى اول ايام كان ابي يتصل بنا بشكل اسبوعى وبعد مرور شهرين من سفره اصبح يتصل بنا مرتين فى الشهر وبعد مرور سته اشهر اصبح يتصل بنا مره واحدة فى الشهر وجاء وقت اجازاته السنويه ليعلن لنا انه فضل ان لا ياخذ اجازه فى هذا العام لان الموسسه التى يعمل بها فى حاجة اليه فى هذه الايام قدمت امى لة اقتراح بان تذهب اليه وتقضي معه فتره شهر الا انه رفض اقتراح والدتى وتعلل بانه يعيش معى مجموعة من العذابه وانه ان حضرت امى سيطر ان يوجر شقه خاصة فى ذلك اليوم رايت امى تبكى لاول مره منذ سفر ابي بكت كانها فقدت عزيز عليها فى ذلك اليوم احستت عندما نظرت الى والدتى كانها ورده بدات فى الاصفرار والذبول وعندما امعنت النظر فى عينيها لم اجد ذلك البريق الذى كان يكسوهم طوال الوقت فايقنت انها بدايه نهايه السعادةفى الاسره ومضي العام التانى كما الاول وتقوقنا انا ونادر ونزار بعد ان بذل معه نادر مجهود كبير وجاء موعد عودة ابي فى الاجازه وفبل الموعد باسبوع اتصل بنا والدى لعلمنا انه لن يستطيع ان يعود فى الاجازه لانه قرر ان يقوم بالحج وبعده سيعود الى عمله لان هذا العام هو الاخير له فى العقد وهو سيحاول ان يبذل مجهود اكبر حتى يجددوا لة العقد عند انتهائه فى هذا العام تقبلت امى الامر بمنتهى اليسر كانها كانت تتوقعه وبعد ذلك بيومين سمعتها بالصدفة تتحدث معى احدى صديقتها بان الغربه قد غيرت احمد بطريقه غريبه فهو اصبح لا يهتم الا بالمال واصبح لا يتصل الا نادر وعندما يتصل يتكون معظم الحديث عن المستوى الذى وصل له بناء المنزل واصبح يتعمد ان يتصل فى اوقات تواجدنا فى المدرسه حتى لا تستغرغ المكالمه الكتير من الوقت وحتى يوفر تمن بقيه المكالمه فى ذلك اليوم واستها صديقتها قائلا لها ان الغربه تغير الانسان لكن عندما يعود من غربته يعود كما كان وبغتتها امى بسوالها متى يعود وهو قبل عام من نهايه القد يفكر فى تجديدة وبعد تلاته اشهر اصيبت والدتى بذبحه صدريه واتصل نادر بابي حتى يحضر وعدة والدى بانه سيحاول الا انه اتصل بنا فى اليوم التالى واعتزر لنا وعلل ذلك انه لم يستطيع اخذ اجازة وبعد تلاته ايام قضتها فى غرفت الانعاش توفت لا استطيع يا احمد ان اصف لك شعوري فى ذلك اليوم صدمتى بفقدان والدتى كانت فوق الوصف ولم تكن بالنسبه لى انا فقط بل لك من عرفها فامى لا اعتقد انها فى حياتها قد اغصبت اى شخص لا استغفر الله بل كان هناك ناديه احدى الموظفات فى البنك كانت قد ارتكبت الكتير من المخلفات وتصدت لها والدتى فى اخر عام لها واكتشفت جميع المخلفات لكن كل الذى فعلت اداره البنك هى ان قامت بالعمل فى فرع اخر دعنى من ناديه الان سياتى اوان ذكرها فى ما بعد وحضر والدى فى ثالت ايام الوفاه وقضي معنا فتره اسبوع واحد فقط وفبل ان يعود اجتمع والدى معى خالتى هدى التى هى اقرب شقيقات امى اليها وهى تعتبرة الاخ الذى لم تلدة الام ونادر زكر لهم فية والدى انه لا يستطيع ان يعود الان ليقيم معنا الان ووعدهم ان يعود عندما ينتهى العقد واستاذن خالتى ان نقيم معها فى البيت الى حين عودته ووافقت خالتى على الفور وفبل ان يسافر اوصي والدى نادر على كثيرا وخاصه اننى كنتى مقبله على امتحان الاساس بعد اربعه اشهر وفى يوم سفره تمعنت فى ملامح والدى لاول مره منذ عودته واكتشفت ان ملامحة تغيرت كتيرا فى فتره سفره اول شي لاحظته ان شعره بعد ان كان حالك السواد اصبح ابيض وتانى شي لاحظته تلك البسمه التى تعودت ان اراه بها قد تغيرت وحلت مكانها الوجوم والعبوس وثالث شي ان ذلك البريق الذى كان فى عينيه تبدل الى حزن يستطيع اى انسان ان يلاحظه وبعد سفر والدى ذهبنا الى منزل خالتى وبتنا اول ليله هناك وحرصت خالتى ان تنام بجواري فى نفس السرير فى تلك الليله استطعت بعد جهد ان انام لفتره طويله لاول مره منذ وفاة والدتى وما ان بدات شمس اليوم التالى فى الظهور وجدت خالتى تيقصنى من النوم هى ونادر نهضت مفزوعا وظنت ان هناك شي قد حدث ولكنهم طموننى وقال لى ان على ان اذهب الى المدرسه وقالت لى خالتى لازم تمشي المدرسه يا هبه كفايه العشره الايام التى لم تذهبي فيها وانى ان اردت ان اريح والتى فى قبرها على ان اجتهد ولازم اطلع من الاوائل على مستوى الخرطوم فى امتحان الاساس وقال لى نادر لا تعتقدى انو حزنك على والدتنا يعنى عدم ذهابك للمدرسه او انه له مظهر معين ان الحزن فى القلب اقتنعت بحديثهم وذهبت الى المدرسه وفى طريق عودتنا سالت نادر ان كان لاحظ التغير الذى حدث فى ملامح والدى فاجبنى بالايجاب ولكن علل لى ذلك ان ذلك من نتيجة الغربه التى يعيش فيها وقال لى لا تعتقدى انو والدنا سعيد بالاغتراب لا يوجد شخص فى الدنيا يكون سعيد عندما يبعد عن زوجته وابنائه ولكن الظروف هى التى تجبر الانسان ان يرضي بهذا الوضع موقتا وبشرنى ان الهدف الذى من اجله اغترب والدنا قد تحقق وان العمل فى المنزل قد انتهى وقال عندما يعود ويستقر معنا للابد سيعود كما كان فبل اغترابه تمنيت من كل دواخلى ان يحدث ما توقعه نادر المهم فى نهايه ذلك العام نجحت فى ان اكون الاوله على الخرطوم بعد مجهود خارق بذله معى نادر وهدى وجميع اساتذتى فى المدرسه وماان اعلنت النتيجة حتى دخلت فى نوبه بكاء شديدة عندما تزكرت والدتى وكم كانت ستكون سعيدة لو حضرت ذلك اليوم وفى ذلك اليوم حضر جميع اهلى واقاربي ليهنونى على تقوقى وفى الحقيقة توقعت ان يكون من اوائل المهنئين والدى فهو بلا شك سيكون فى شوق لسماع النتيجة ولا عزر له فالنتيجه قد اعلنها تلفزبون السودان وهو مرئي فى جميع انحاء الكون بعد ثوره الفضائيات ولكنه لم يتصل بي فى ذلك اليوم والا فى اليوم التانى والا فى الثالت واتصل في الرابع وزكر عزر اقبح من الذنب زكر انه قد نسي انى ممتحنه من الاساس الى الثانوي وبالصدفه هناءه احد اصدقائه على تفوقي فتزكر انى كنت اخوص امتحان الاساس واتصل بعد ذلك تصور اب ينسي ابنته فى اى صف فى المدرسه وهو الذى من المفترض ان يكون الاب والام بعد وفات الام فى ذلك اليوم ياست ان يعود والدى كما كان فبل سفره وبداء فى داخلى شعور بالكره لذلك المنزل الذى جعلنا نفقد والدنا ووالدتنا التى لم مات بالحسره باختصار عاد الاب بعد خمسه اشهر كنا قد بدان العام الدراسي ويصعب انتقالنا من المدارس التى ندرس فيها فقرر الان ان نقضي بقيه الفتره حتى امتحن للجامعه فى منزلنا القديم وان يوجر منزل بحري لنستفيد من المال الذي سيجلبه لنا الايجار في اقامه مشروع مكتب المحاسب الذى كان يخطط لة وعاد هو الى عمل في البنك الا انهم نقلولة الى ذات الفرع الذى نقلت لة ناديه ولم تنمحى من ذاكرتى ما حييت يوم عودت ابي
يضاء الجز الاخر من المسرح
هبه ونادر واحمد والدهم وهدى خالتهم يجلسون على الكراسي
احمد:كتر خيرك يا هدى ما قصرتى معى الاولاد
تقاطعه هدى:كتر خيرى على شنو الله امن حرمنى من الولادة اعتبرتى اولاد امل اختى ديل اولادى وحتى فى حياتى الله ارحمى انتى عارف انا اجمل وقت لى كان معاهم
احمد:ان ما قصدى كدى بس قصدى انك قدرتى تخرجيم من الحال الكعبه الهم كانوا فيها بعد وفات امهم وتخليهم ارجعوا لحياتم الطبيعه انا عارف انو ما كان ساهل عليم زى ما كان ما ساهل على
هدى:اسه خلينى من الكلام دى خلينا فى الكلام المهم
احمد: خير انشاء الله
هدى : خير يا احمد انت عارف العلاقه البينى وبين امل كانت كيف
احمد: طبعا طبعا
هدى: عشان كدى فى كلام عاوزه اقلوا ليك قدام هبه ونادر عشان ارضي ضميري ودى ما راى براى راى كل اخواتى انتى يا اخمد لازم تفكر سريع فى الزواج
احمديقاطعها: بتقولى فى شنو
هدى:ممكن تخلينى اتم كلامى يا احمد وما تقاطعنى
احمد: لكن انتى بتقولى فى كلام ما ممكن لكن تمى كلامك
هدى:بالعقل كدى يا احمد البيت المراة مهمه فى البيت والا ما مهمه
احمد:طبعا مهم لكن
هدى:كان مهمة بالنسبه ليك تبقي واجب للاولاد اولا نادر فى مرحله خطره فى حياتو كلها خمسه شهور و امتحن للجامعه وعلى حسب المعلومات العندى انو مقرر اسافر الهند اقري هندسه طائرات وهبه بتمر باخطر مرحلة فى حياتى كلها ولازم تكون معاها فى البيت مراة كبيره فاهمه لانو فى حاجات كتيره ما ممكن تقولى ليك لازم تقولى لمراة اكبر منها وفى حاجات لازم تتعلمى لازم تعلمى ليها مراة لانو كانت اتعلمتى من الصحاب حتعلمى بطريقه خطاء ودى حتكون نتائجة خطيره جدا جداء اما نزار برضو سنه سنتين وحخش فى فتره المراهقة عاوز ليهو زول اوجه وارشدوا لانك حترجع لشغلك فى البنك وما حتكون فاضي ليهم ونجى ليك انتى محتاج ليك لزوجه تقاسمك همومك وافراحك وانتى مهما تحاول ما حتقدر تستغنى عنها
احمد:كلامك فى شي من المنطق لكن انا ما بفكر فى العرس اسه وبعدين انا لو اتزوجتىخايف اجيب لي زوجه ما تتفهم الوضع والا تعامل الاولاد بصوره ما كويسه
هدى: دى احتمال وانا عشان كدى قعدتى القعدة دى معاك وقدام الاولاد انتى يا احمد ما صغير وبتعرف البصلحك من البضرك لكن فى حاجة عاوزه اطلبي منك انك تختار زوجتك دى بعقلك ما بقلبك لكن انتى لو اخترتى بعقلك بتكون خاتى فى بالكمصلحة الاولاد وكان اخترتى بقلبك حتلقى عقلك وممكن الاختاره قلبك فيها كل عيوب الدنيا لكن ما تكون شايفه فهمتنى يا احمد طعبا
احمد: والله كلامك دى عين العقل وبوعدك انى كان فكرتى فى الزواج اخت مصلحة الاولاد فبال كل شي
هدي: ما توعدنى انك كان فكرتى اوعدنى انك تفكر فى العرس
تطفى الاضاءه فى هذا الجزء من المسرح وتتزكز فى طاوله هبه واحمد
احمد:ما شاء الله على خالتك تمتلك عقل مرتب صعب على اى شخص ان يفعل مثلما فعلته صحيح انه الصواب لكن معظم الناس يغلبون عواطفهم فى مثل هذه المواقف
هدى : وعلمت فى ما بعد ان هدى قد بذلت مجهود جباره لاقناع بقيه خلاتى بتلك الفكره المهم فى ذلك اليوم غضبت من خالتى غايه الغضب وظننت انها قد نست والدتى مرت الشهر الخمسه وامتحن نادر ونحجت انا فى اجتياز ذلك العام بتفوق اما بخصوص علاقتنا بوالدنا فاول ايام كانت صعبه كان يعملنا فيها بقسوة شديدة وانا هنا لا اقصد قسوة جسديه لكن قسوة نفسيه فهناك بعض المواقف تكون القسوة النقسيه اكثر ايلام من القسوه الجسديه بل ان فى كل الاحيان القسوة النقسيه تالم اكتر من العنف الجسدى فمثلا فى اول ايام كان عندما يعود من العمل يجلس معنا لفتره فى التلفزيون كان يجلس صامت طوال الوقت وحتى عندما يساله نادر بسوال يجيب اجوبه مختصره لا تفهم منها شي ولم يحدث سال احدنا كيف قضي اليوم او ساله احدنا عن احواله وكنت احيانا ما ان ينهض حتى ادخل فى نوبه بكاء لا اجد من يهدينى غير نادر الذى كان يقول لي ان والدنا يمر بمرحلة انتقاليه بين عودته الى حالته الطبيعيه وبين الفتره التى كان يقضيها بالغتراب وكان يقول لي لا تنسي انه قضي ثلاته اعوام فى الغربه لا يجمعه معى من يقطنون معه فى نفس المنزل الا السلام وان الذين يقطنون معه كثيرا ما كانوا يتغيروا حيث ان الشخص هناك يوجر معى العذابه حتى تستقر حالته لينتقل الى منزل اخر معى اسرته وهو فضل ان يقضى كل الفتره فى بيت العذابه وكنت اغضب مننادر واقول له انك صرت تدافع عن والدى حتى وان اخطاء كالمحامى يدافع عن المتهم وهو مقتنع بانه مذنب
تسود فتره صمت لدقيقة تشرب فيها هبه من كوب الماء الذى امامها ثم تنظر الى الساعه التى ترديها
هبه:معليش يا احمد الليلة الكلام اخدنا واخرتك معاى كتير رايك شنو نكمل الكلام فى يوم تانى
احمد: لا لا ما مشكله انا اصلنا كنتى عارف انو الكلام حياخدنا واتفقت معى زميل لى انو امسك ورديتى وانا حامسك وريدتو فى اى يوم تانى
هبه:تسمح لى بعد كدى اختصر يا احمد لانو انا ذاتى اتاخرتى
احمد:على راحتك ولو حابه نكمل فى يوم تانى ممكن
هبه:لا افضل نكمل الليلة المهم ظهرت النتيجه وكان نادر واحد من اوائل السودان وما ان ظهرت حتى ساله والدى عن نبته فاجبه انه ينوى دراسه هندسه الطيران فى الهند وهو منذ فتره يخطط لذلك ومنذ ان دخل الى التانوى العالى كان يذهب فى الاجازة الى معهد وياخذ كورسات مكثفة فى الغة الانجلزيه وانه وفى العام الماضى راسل معظم الجامعات الهنديه التى بها تخصص هندسه طيران وانه حدد الجامعه التى يريد الالتحاق بها توقعت انا ان يعارض والدى الذى كان بداء علاقته بنا تتحسن قليلا لكنى فوجئت بموافقته بل كان فى غمه السرور من ذلك وقال لة انها فرصه جيدة له للاختلاط بثفاقات اخرى وانه حتى لم يتعلم شي من هندسه الطائرات ستعلم كثيرا من تجربه الاغتراب والعيش معى حضارات اخرى حاولت من جهتى كتيرا ان اجعل نادر يغير فالنتيجه التى احرزها كانت توهله لدخول طب الخرطوم لكن رفص واصر على رايه وسافر بعد اقل من شهر من ظهور النتيجه وفبل ان يسافر جلس معى والدى وطلب من ان ياخد باله منى طوال فتره سفرهوطلب منه ان يعود فى علاقته معى كما كان فبل ان يسافر فى ذلك اليوم ذهب والدى واصله الى المطار وعندما عاد وجدنى ابكى فحطننى لاول مره منذ اكثر من تلاته سنوات فى تلك احسست بانى ابي عاد فبل سفره مرت قرابه السنه منذ سفر نادر وبعد سبعه اشهر احسست ان والدى بداء فى شي لم افهمه فقد اغتنى لنفسه موبايل وكتيرا ما ان يبداء الموبايل في الرنين ياخذه ويذهب به الى غرفته وبيداء فى التكلم لاوقات طويله واحيانا كنتى استيقظ بعد منتصف الليل فاذهب لاشرب بعض الماء فاسمع صوته وهو يتحدث او يضحك تلك الضحكه التى افتقدها كتيرا وعندما عاد نادر فى الاجازه السنويه وفى تانى يوم ارسل والدى نزار لهدى خالتى وطلب منه ان يرسلها وان لا يحضر معها وحضرت هدى وعقد ابى معى و و نادر اجتماع اعلن فيه نيه الزواج خلال اسبوعين وعندما سالناه من تكون العروس اجاب انها ناديه زميلته فى العمل تفاجنا جميعا بهذا الاختيار وحاول نادر ان يقنعه بان يتمهل قليلا وقال لة نحن لسنا ضد زواجك ولكن ناديه ومن خلال كلام والدتنا عنها لا تصلح زوجه الا انه اصر وقال لة انه قرر ولن يرجع عن قراره وهو يخبرنا من باب العلم بالشي ليس اكثر لم نستطع ان نغنع والدنا ان يغير رايه وتزوج من ناديه وفى يوم الزفاف سافرا الى مصر وقضيا شهر العسل هناك وعند عودتهم اقامت معنا بعد ان جدد والدى المنزل وانتهت فتره اجازه نادر وعاد الى جامعته وبدات تظهر ناديه بوجها الفبيح كانت تذقينى كل انواع العذاب اولا على بعد ان اعود من المدرسه ان انظف البيت واعد طعام الغداء لانها تعمل وتعود معى والدى فى وقت متاخر وبررت اصررها على ان اقوم بكل واجبات المنزل بانها تعدنى لكى اصبح زوجه فى المستفبل وكانت تقول لوالدى هى اصلها نهايته تقعد فى البيت معى مستواهو الكعب فى المدرسه ومستواى الكعب هو ما يجعلنى الاوله على المدرسه كلها المهم زادت الضغوط على وبعد سته اشهر من زواجها من ابي طلبت من والدى ان يزوجنى من ابن اختها وافق والدى ورفضت انا رفض بات لانه اولا ابن اختها هذا صعلوق لا عمل لة وتانيا انىلا افكر فى الزواج الا بعد انتهى من دراسه الجامعة واقتنع والدى براى وقال لها ناجل الحديث فى هذا الامر حتى تمنحن الى الجامعه وبدات تحيك ناديه الموامرات حولى وافنعت والدى بانى غير مرتبه ويجب ان تعيد تربيتى من جديد واول خطوات تلك التربيه ان اخرج من المدرسه وحاولت هدى خالتى ان تفنع والدى ولكنه كان كمسلوب الارداره ورفض ان يجلس معهاونشبت بينها وبينه مشاحره ادت الى ان يطردها من البيت المهم كتره الضغوط على ولم اجد اى شخص اشتكى له همى فهدى صارت غير قادره على فعل اى شي وصارت تتحاشي والدى حتى لا ثحدت بينهم مشاجره اخري تزكرت واحدة من زميلاتى فى المدرسه التى ما ان حكيت لها قصتي حتى قالت لى انها عندها طريقة جيده حتى اخرج فيها غضبي واخرج فيها من الضغوط التى كانت تمارسها على زوجه ابي وعرفتنى فى ذلك اليوم بامراة قادتنى بدون ان اشعر الى ان احترف الرزيله
تنزل الدموع من عينى هبه ينهض احمد ويخر منديل ورق ويمسح به دموعها
احمد: اى زول فى مكانك كان حاعمل نفس العملتيهو يا هبه
هبه:كتيرات يتعرضن لضغوض اكثر من التى تعرضت اليها ولكنهم لم يحترفوا الزيله
احمد: اريد ان اسالك عند كيف طلق والدك ناديه
هبه : بعد سنتين من زواجهم جاءت لجنه تفتيش من رئاسه البنك للفرع الذى كان يديره والدى واكتشفوا الكتير من المخلفات التى ارتكبتها ناديه باسم والدى وخيروة بان يعيد تلك المبالغ التى اختلستها ناديه او ان يحولوا الامر للمحكمه فاطر ان يبيع بيت بحرى وسدد كل المبالغ وقدم استقالته من البنك وفتح مكتب محاسب وطلق ناديه
احمد:انا شايف انو ننسي الحكايه دى وذى كانها ما حصلت
هبه: وانا شايفه اننا نحكم الزول الاتفقنا انو احكم بينا يا عمنا يا عمنا
الكمبارس بعد ان يقف: اى يا يتى
هبه: رايك شنو نحنا منتظرين رايك
الكمبارس: والله يا جماعه مشكلتكم دى كبيرة وما بقدر احكم فيها بس عندى ليكم اقتراح تسالوا اى تلاته اشخاص وراى الاغلبيه فيهم هو البمشي
هبه: اقتراح ممتاز
احمد: وانا اوافق  ايضا
ينزل احمد وهبه ويذهبوا الي الجمهور ويستشارو ثلاته منهم ان كان راى اثنين ان يتزوجا تبث من حهاز تسجيل اغنيه سيره وان كان راى اثنين ان لا يتزوجوا يعود احمد الى مقدة فى المسرح وتخرج هبه من باب الجمهو

تعليقات

  1. الضغوط النفسية من سنن الحياةوهذه الدنيامكدرة منقصة والعاقل هو الذى يوطن نفسه على على المشكلات لاكن اللجو الى الرزايل هو هروب من الواقع وليس حل .من المفترض ان لاتتزوج هبة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة