دكتوره خالده زاهر



بسم الله الرحمن الرحيم
سلسله شخصيات عظيمه في تاريخ السودان
الحلقه السابعه
(دكتوره خاده زاهر )
مسرحيه للاطفال
تفتح الستاره الاضاءه خافته وتبداء في الارتفاع تدريجيا يسمع من بعيد لحن اغنيه فلق الصباح وتستمر كموسيقه تصويريه طوال المسرحيه يظهر حوش( فناء) منزل سوداني متوسط الحال علي االشمال مجموعه من الاشجار بينهم نفاج( باب صغير يربط المنازل السزدانيه معي الجيران)وفي اليمين باب المنزل الرئيسي في منتصف المسرح عنقريب (سرير سوداني شعبي مصنوع من الخشب ومنسوج بالحبال) وحوله مجموعه من كراسي البلاستيك يتوزع بهم مجموعه من الصبيه والاطفال من الجنسين وعلي السرير اصغر طفل منهم يبلغ من العمر 4 اعوام مت ان تصل الاضاءه الي اعلي المستويات تدخل الجده وهي امراه في منتصف العقد السابع من العمر ومعها صبي يبلغ من العمر تلاته عشر عام من باب المنزل تجلس الجده علي السرير ويجلس الصبي علي الكرسي الوحيد الفارغ تنهض صبيه في الثالته عشر من العمر وتتحجه الي حافظه الماء الموجوده بجوار السرير تصب كوب ناء تعطيه الي الجده التي تشربه وتعيده الصبيه الكوب الفارغ الي مكانه
 الجده: كيف كان يومكم
الجميع باصوات متفاوته: بخير  الحمد لله
الجده: حتي نبداء القصه اليوم لابد  من تتغير الجلسه لابد هند وناديه وخالده يصبحوا  في اقرب الكراسي لي
 صبي في االثالثه عشر من العمر(عمار ): لماذا  يا جدتنا  ان هذه هي الجلسه اليوميه لنا  
الجده:ستعلم السبب  بعد قليل  يالله بدلوا  اماكنكم بسرعه
ينهض الجميع ويبدوا في تبديل امكانهم حتي تصبح الصبيه التي اعطت الحبوبه الماء وصبيتين مقاربات لها في العمر بجوار الجده
الجده: قبل ان ابداء قصه اليوم ساسل ناديه وهند وخالده سوال وحناقشم في اجابتهن وبعدها  ساقص لكم  قصه من اجمل القصص ا
لفتاه التي اعطت الجده الماء(ناديه): اسالي يا جدتنا  نحنا جاهزين
الجده:يا ناديه ماذا ستدرسين ان شاء الله في الحاعه
 الفتاه بعد ان تتلعثم: يا جدتي ما زال الوقت مبكرا للدخول الي الجامعه هناك 3 سنوات اخري
 الجده:اعلم انه هناك 3 سنين ولكن اسالك عن  حلمك عندما تكبرين  
ناديه:اذا المجموع  كان كبير سالج كليه  طب
 الجده: يا ناديه مفروض تكوني محدده هدفك من الان  وتعملي  عليه  اي ليس من المفترض ان تقولي اذا  المجموع كبير سالج كليه  طب مفتروض  ان تقولي انا راغبه  ادرس  طب وحتي استطيع تحقيق حلمي بديت اركز في قراه المواد العلميه التي ستساعدني احرز  الدرجه التي ستمكنني من ولوج كليه الطب  ناديه:حديثك  صحيح  يا جدتي
 الجده:  السوال التاني لكي يا ناديه  لماذا ترغبي في دخول كليه الطب ناديه:بصراحه لان الناس يحترمون من يدرس  الطب اكثر من اي مهنه اخري  ولكي  تفتخ امي ر  بي امام  صديقتها  وتقول الدكنوره حضرت والدكتوره ذهبت  الجده وهو تضحك : كل هدفك نظره الناس يا ناديه اولا الطب مهنه انسانيه اكتر من شي اخر  كنتي اعتقد انك  ستقولي لكي  اعالج المرضي  السوال الثالث  يا ناديه اذا  درستي  الطب ستعملي وام ستفضلين عدم العمل
ناديه: لا اعتقد انني ساعمل لان نقيسه ابنه  عمي درست  طب وهي الان تبذل مجهود كبير في العمل حتي انها لا تري اخوانها الا صدفه
 الجده: يا ناديه بعد المزاكره وسهر الليالي  لا ترغبين في العمل هل تدرين الفوايد الممكن تكسبيها  من العمل
ناديه: اعلم انك تعنين  النفود
 الجده:كل تفكريك عن فوايد عمل المراه هي الفوائد الماديه  يا ناديه اولا  االنقود  اخر فائده من فوائد العمل لانك اصلا النقود  التي سيمنحوها لكي   سوف تصرفيها معظمها للترحيل وللوجبات اثناء العمل ان الفائده  الاوله انك تكوني شخصيتك المستقله التانيه انك بعملك ستتوسع مداركك واهتمامنك التالته انك بتتعرفي علي زميلاتك وزملائك الذين سيضيفو  لكي وانتي  ايضا ستتضيفي ليهم
ناديه: لكن يا جدتي التوفيق بين العمل والمنزل بعد الزواج ليس بالامر السهل
 الجده:كل مايحتاج منك انك تستطيعي تنظمي وقتك بصوره جيده بل عل العكس العمل سيساعدك في البيت
 ناديه: كيف يا جدتي
 الجده: يقل من  اوقات الفراغ كبير وسيجعلك لا تشعرين بالملل  وستكوني  اشد حرص انك تقومي بواجباتك المنزبيه كلها في وقتها يا ناديهما  اجمل من انك تري الابتسامه في وجه ام ابنها مريض استعطتي ان تبغليه العافيه
 ناديه : هذه نصيحه قيمه يا جدتي ه ان شاء الله  تعالي منذ اليوم الليله سابداء في التركيز  بالاشياء التي ستساعدتي في تحقيق هدفي والله اوفقني  وان شاء الله لن اتنازل عن العم ل بعد ما اتخرج
 الجده: الان نتنقل الي  هند  ونسالها ذات الاسئله
هند: بصراحه انا غير راغبه في داسه  جامعه
الجده: ماذا تقصدين بهذا الحديث يا هند
هند:انا اري ان الجامعه هي مضيعه للوقت ليس الا انا سامتحن الثانوي العالي  واتزوج واعيش  في المنزل  افضل  من الجامعه والازعاج
 الجده:اذا  امتحنتي التانوي العالي ولم يتقدم لكي شخص للزواج ماذا ستفعلين
 هند:ممكن في الحاله في هذه الحاله ادرس  دبلوم اي تخصصالا ان يتقدم لي شخص مناسب
 الجده:يا هتدهناك  مقوله انو المراه نصف المجتمع ما معناها
هند:يتعني ان النساء من حيث العدد مقاربات للرجال
الجده:بل عل العكس النساء من حيث العدد مثلاء في السودان اكثر من ضعفين عدد الرجال
هند:اذن ماذا تعني
 الجده:تعني  ان المجتمع لا يمكن ان يقوم علي الرجال فقط مثلا لو كل امراه فكرت مثل  تفكيرك سنجد  تقريبا تلاته ارباع السودانين الذين هم في سن العطاء والعمل لا يعملوا لانهم نساء وهذا  يوثر علي المجتمع بشكل سلبي لان المجتمع يحتاج لجهود الجميع حتي ينهض ويتقدم
فتره صمت قصيره تستمر لنصف دقيقه
الجده:الان نتنقل  الي خالده بذات الاسئله  خالده:حاي الان انا يا اقارن بين تخصصين القانون والتربيه
 الجده:يا سلام عليك انتي يا خالده ليلماذا وقع اختيارك علي هذين التخصصين خالدههناك  اسباب كتير منها يا جدتي انا اري ان هذين التخصصين انسب تخصصات للنساء لانهم من ناحيه تخصصات نظريه والعملي فيهن ليس  بالكثير علي النقيض من  الهندسه مثلا
 الجده:ماذا اعجبك في كل  تخصص منهم
خالده: من ناحيه القانون فانا به استطيع   ان ادافع عن المظلومين واستطيع ان اطالب بحقوق من لا يسنطيع المطالبه بها اما من ناحيه التربيه فهى ان اكون مدرسه لطلاب مرحله الاساس بالتحديد  فالمدرس هو الذي يضع اللبنه التانيه في حياه الطفل بعد والديه وممن حببني في هذه المهنه مدرستي التي توفت في العام الماضي كانت متال حي للمدرس والمربي كما ينبقي ان يكون فهي بداخل الفصل صارمه لا تجامل اما خارجه كانت كل الطالبات بلجاءن اليها لحل مشاكلهم الصغيره والكبيرهوكما  ما قال امير الشعراء
قـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا***** كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ******يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ******* علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ*****وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً ****** صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا
أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد****** وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا
الجده: ماشاء الله يا خالده لقد كفيتي واوفيتي
 خالده: شكرا يا جدتي
 الجده: والان سابداء في قص سيره من اعظم السير الذاتيه رائده من رواد العلم بالسودان بل بالوطن العربي باسره انها سيره دكتوره خالده زاهر هل سمع احد منكم بها من قبل
 الجميع باصوات متفاوته: لا لا
 الجده: انها اول فتاة سودانية تلتحق بمدرسة كتشنر الطبيه التي هي حاليا كليه الطب جامعه الخرطوم وهي اول طبيبة سودانية و وال رئيسة لاتحاد نساء السودان و أول إمرأة سوادنية تُسجن لأسباب سياسية خلال عهد الاستعمار وا أول إمرأة سوادنية تصبح عضواً رسمياً في حزب سياسي سوداني وهو الحزب الشيوعي السوداني أنها فتاه سودانية عادية أحبت بلادها و منحتها الحياة ظروفا غير اعتيادية بحسب معايير تلك الأيام لانها انحدرت من أسرة متعلمة و واعية سياسياً و أب وطني و محب و أمُ متفهّمة وواعية رغم أنها لم تذهب للدراسة في المدارس واسمها بطله قصتنا الكامل خالدة زاهر سرور الساداتي و هي البنت البكر لضابط في الجيش السوداني قائد للفرقة السودانية التي حاربت في حرب فلسطين عام 1948 زاهر سرور وهي أخت لتسعة أخوات وتسع أخوان ولدت خالده زاهر عام 1926 بحي ريد بالمورده بامدرمان و تلقت تعليمها الأولي في المدارس الارسالية ثم التحقت بمدارس اليونتي الثانوية للبنات في الخرطوم وتمكنت خالده من تلتحق بمدرسة كتشنر الطبيه في نهايه العقد الخامس من القرن الماضي كاول طالبه سودانيه بمسانده من والدها بالرغم من اعتراض الجميع تحكى هي أن هنالك بعض من أعيان الحي الذي تسكنه وبعض أعيان أمدرمان كانوا ضد فكرة تعليم المرأة ناهيك عن مواصلة تعليمها الجامعي و عملها بعض التخرج كان ذلك هو التفكير السائد في ذلك الزمن وهو أن تظل البنت حبيسة المنزل الذي يعتبر مكانها الطبيعي وبالنهج العشائري الأبوي أتى ذلك النفر اٍلى والدي واحتجوا أو اعترضوا أن يسمح لاٍبنته أن تدرس مع الرجال يقول بعض من حضروا ذلك اللقاء أن والدها زاهر سرور ذكر لهم :"بتي خالدة دي لو عجنوها مع رجال عجينتها مختلفه" وفي الجامعه بدات رحله نضالها في اتجاهين مختلفين الاول ضد الاستعمار البريطاني المصري والثاني لمناصره قضايه المراه ومثلت كلية كتشنر الطبية المناخ الاجتماعي الذي قادها لاكتشا ف نفسها في المجال السياسي و الولوج فيه منذ الأربعينات من القرن الماضي و التي لم يكن يسمح للمراة خلالها بالخروج من المنزل وفي ذلك الوقت انضمت خالدة و شاركت في نضال الحركة الوطنية ضد الاستعمار البريطاني المصريو شاركت بشجاعة في المظاهرات ضد الاستعمار وكان لها صوت عال في المنابر حيث كانت تلقي خطباً سياسية ملتهبة و تستنهض الهمم ضدالاستعمار و لقد واجهت المزيد من الشدائد والمصاعب خلال مشاركتها في الحياة العامة أكثر من التي واجهها أولئك الرجال حيث أن اعتقال الرجال في الحياة السياسية كان أمراً يمكن تفّهمه و بذلك أعطت خالدة درساً باعتقالها كإمرأة معتقلة لأسباب سياسية، وذلك من خلال عزمها على المضي في المشاركة في المجال السياسي و تحمل الصعوبات التي مرت بها و دفاعها المتواصل من أجل نيل الاستقلال وتحملهّا العواقب التي عانت منها و دفاعها المستمر من أجل الاستقلال ورفضها لجميع صيغ الدكتاتورية سواء كان ذلك خلال حكم الاستعمار أو الحكم الوطني حتى وفاتها وكان لمشاركتها في الحياة السياسية المبكرة و التي اعتبرت متناقضة اجتماعيا و سياسا الفضل في تهيئتها لتصبح أول امرأة سودانية تتمتع بعضوية رسمية في حزب سياسي، حيث اعتبرت أول امرأة تنضم الى الحزب الشيوعي السوداني اما في مجال المطالبه بحقوق المراه فقد قالت هي في ما بعد بالنسبه لهذا الاتجاه ” لا أذكر بالتحديد متى بدأت أشعر بأن النساء مضطهدات في بلادي و كيف يمكنني التحدث و اظهار احتجاجي واعتراضي، و وغضبي وسخطي على ذلك الوضع .ولقد كنت محظوظة في انني واصلت تعليمي ودخلت كلية الطب بجامعة الخرطوم . مما اتاح لي فرصة لم تنالها العديدات من بنات جيلي. لذا ومن أجل التأمل في ذلك الشعور قمت بتأسيس أول حركة نسائية في عام 1947 مع الاستاذة فاطمة طالب اسماعيل بالمشاركة مع مجموعة أخرى من الفتيات والصديقات قمنا بانشاء الجمعية الثقافية للبنات وكان البند الأول في لائحة تلك الجمعية هو بث الوعي الوطني و التعليم في أوساط النساءلذا بدأنا عملنا في المدارس المسائية للنساء لكن ذلك التنظيم لم يستمر لأكثر من أربع سنوات و ذلك لنقص الخبرة و صغر سن اللائي أسسن التنظيم اضافة الى العادات و التقاليد السودانية التي قيّدت حركة النساء علاوة الى ذلك فقد ادت الخلافات و الصدامات بين الأحزاب السياسية السودانية الى التأثير سلباً على النساء السودانيات و التزاماتهن السياسيإن وكانت تجربة انشاء اول تنظيم نسائي سوداني جعلتني اشارك بكامل طاقتي في قضايا حقوق المرأة و ساهمت مع الرائدات من النساء الناشطات في تأسيس الاتحاد النسائي السوداني و الذي انتخبها كأول رئيسة لمجلسه و قد حقق الاتحاد النسائي مكاسب عديدة للنساء وبخاصة السودانيات، حيث نجحت المرأة السودانية في الدخول الى البرلمان في وقت مبكر مقارنة بدول الجوار الأفريقي أو العالم العربي، و تقلدت النساء مناصب عالية في المؤسسات الحكومية و التعليمية و الوزارات و كذلك جامعة الخرطوم، و الهيئة القضائية و في مجال المحاماة و التدريس و المجالات الادارية الشرطة القوات المسلحة و مجالات الخدمة المدنية الأخرى وقيمه خالدة تجربتها في الاتحاد النساء بنفس الحماس و الرؤية الناقدة اللتين عززتهما من أجل تأسيس الاتحاد آنذاك. و تقول” كنت واحدة من النساء المؤسسات اللائي حضرن الاجتماع التأسيسي في أواخر عام 1951 و أسسن الاتحاد في يناير 1952، و منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة لم اتقدم باستقالتي أو تقاعدت أو ضعف ايماني بالاتحاد رغم معاناة الاتحاد من الانقسام و الاخطاء و الرقابة من السطات آمل أن تقوم الشّابات في الاتحاد النسائي بمراجعة أفكارهن بشأن الاتحاد و تحديث خطاب التحرير و نقد السلبيات و ابراز الايجابيات و لم تقف مساهمة خالدة زاهر سواء في بناء المعرفة أو انتاجها على عميق التزامها بقضايا المرأة و حقوقها سعيا لاكمال تحريرها و دائما تسهم برؤيتها الناقدة حول ضرورة تعزيز قضية تحرير المرأة السودانية حيث تقول ” إن خطاب التحرير في أيامنا هذه مازال كما هو قبل خمسين عاما خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، حينما ناضلت النساء مع حركات التحرر ضد الاستعمار الغربي و طالبن بحق المرأة في المساواة و العمل و الاستقلال الاقتصادي و التحرر من التقاليد البالية و رغم العديد من التغيّرات التي طرأت حالياً إلاّ ان تعليم المرأة و استقلالها الاقتصادي وحقها في أن تنتخب و تتولى مناصب عالية من المرجّح أن يصبح أمراً اعتيادياً و تلقائياًلكن ما تزال النساء و خصوصاً في السودان يُضيِّعنَ ساعات عديد ة في العمل المنزلي والبحث عن المياه و الوقود و يجهدن في العمل الزراعي إضافة الى تدهور صحة الأمومة و الطفولة و التدني العام لصحة المواطنين وكذلك معانة النساء و الاطافل من الحروب المتواصلةو الممتدةوذلك ما ابقاهن في وضع الضعف و عرضة للجهل و التخلّف مثلما يحدث حاليا في ظل قوانين الحكومة الحاليةو بسبب كل ذلك تقول خالدة ” يجب علينا مراجعة خطاب تحرير المرأة في مطلع القرن الحادي و العشرين “.وحينما ننتقل للجانب الآخر من الرؤية النقدية لخالدة زاهر و التي صاغتها مانزال تعمل على تطويرها من خلال اطلاعها الواسع في مجل الفكر النسائي و العبر خبرتها العملية، ما تزال خالدة تتأمل الأفكار النسوية الغربية و تعتقد بأن التغيّرات التي حدثت في الغرب كانت نتيجة للثورة الصناعية و الحربين العالميتين قد مكّنت النساء من اكتساب حقوق سياسية واقتصادية. و لاخظت أن حركة المرأة ف أفريقيا عموما و السودان على وجه الخصوص تختلف تماماً نظراً لاختلاف الثقافة و العادات و التقاليدو الدين، و اختلا ف ثقافتتين أولاهما مبينية على الفردية و الأخرى على التعددية و تعتقد بأن النساء في القري يعانين من ما تسميه “بعقدة الديكور” و هي أن وسائل الاعلام ما تزال تعتبر المرأة حسب هذه النظرة وأن العلاقة مبينة على الجنس و ليست على الانسانية، و على الرعاية بدلآ عن المعرفة المتوازية لما يناسب وضعنا و اختلاف ميراثنا. وتؤكّد خالدة زاهر بأن حركة النساء السودانيات و أفكارهن أقرب لحركة المرأة الأفريقية و قضاياها عن التجربة الغربية و أفكارها أو حنى العربية. وتشيرخالدة في هذا الصدد ” إننا نحن النساء الأفريقيات نختلف على وجه الخصوص عن النساء الغربيات و الغربيات في الشرق الأوسط حيث أننا ننعم بحريات ذاتية أكبر و نشارك في الأعمال اليومية و نتمتع بققدر أكبر من احترام الرجال ، وذلك ليس بسسب كوننا نساء ، ولكن بالضرورة لكوننا شركاء. هذا الاختلاف لا يعني أننا حققنا المساواة، فما نزال نبحث عن الأمان من الحروب و الجوع و المجاعات و الأمراض و الحكومات العسكرية…” و اختتمت خالدة رؤيتها بشأن العلاقة بين خركة النساء السودانيات و الغرب بالتأكيد على خصوصية التجرية السودانية. وأبانت أن حركة النساء السودانيات تعتبر حركة أصيلة و صادقة و عميقة الجذور و أنها نبعت من وجداننا كنساء سودانيات و تحت ظروف خاصة بنا بصرف النظر عما إذا كانت هذه الظروف حسنة أو سيئة. و نجحنا عبر نضالنا الطويل في نشر المعرقة و الوعي في أوساط النساء السودانيات.واضافة الى ذلك ساهمنا – باعتبارنا من بين اولى الحركات النسائية- في تأسيس اتحاد نساء أفريقيا. ومن ناحية الثقافة و التقاليد تجدنا أقرب للحركات الأفريقية من الى الغربية، لكن ظروفاً عديدة ربطتنا بالغرب أكثر من أفريقيا. و ما تزال خالدة زاهر في عقدها الثامن تؤمن بضرورة ترتيب أولويات قضايا المرأة السودانية و تجديد خطابها ، آخذين في الأعتبار التنوع فيما بين المجموعات النسائية و اختلاف قضاياهن واهتماماتهن. و تشير فيما يلي الى موجّهات لتطوير خطاب المرأة: أولا : تعليم ونشر ثقافة الوعي بمطالب النساء و ذلك لأن الجهل و عدم المعرفة قد سببا العديد من المشاكل مثل اللجؤ للسحر و المعتقدات الخاطئة و الشعوذة و الدجل. ثانيا: الاستقلال اللاقتصادي ، إذ حيثما اعتمدت المرأة اقتصاديا على الرجل كلما قبلت بسهولة أنواع مختلفة من الاستغلال. ثالثا: مخاطبة المرأة الريفية، إذ ظللنا لقرابة النصف قرن نعالج قضايا المرأة من وجهة نظر المرأة في المناطق الحضرية بينما 80% من النساء السودانيات يعشن قي الريف. ومشاكل هولاء النساء تختلف تماماً عن مشاكل النساء في المناطق الحضرية، إذ ينفقن يومهّن في جلب الماء و الوقود و طهو الطعام و رعاية الأطفال…. ولخالدة زاهر تقييم مختلف للتنوّع و التباينات في طيف الحركة النسوية السودانية، فهي ترى بأن التنوّع يعتبر قيمة مضافة في الدفاع عن قضايا و حقوق المرأة. و تعود خالدة للبدايات الأولى للحركة النسوية و تقول “كنّا أولئك النسوة اللائي نسمّي أنقسنا “رائدات الحركة النسوية السودانية” و نتحدث دائما عن (الاتحاد النسائي) مع لمحة من ( الجمعية الثقافية للفتيات) والتي كانت في الواقع أول تنظيم للمرأة وتطوّر فيما بعد الى ( جمعية نهضة المرأة) و العديد من المنظمات النسوية الاسلامية. و ينبغي النظر في جميع هذه التنظيمات باعتبارها جزءاً من تاريخ الحركة النسوية ، بما في ذلك الحركات و المنظمات التي أنشأتْ خلال فترة حكم الفريق عبود، و اتحاد نساء السودان خلال فترة حكم الرئيس نميري. وكل ذلك يؤكد وجود حركة واسعة في اوساط النساء سواء تم اعتمادها أو تخصيصها من قبل السلطات، وكان لكل منها آثاره بصرف النظر عن محدوديتها.وأتمنى من أولئك الذين يضطلعون بمسؤولية كتابة تاريخ الحركة النسوية أن يأخذوا هذه الحقائق في اعتبارهم. إذ بالرغم من الرقابة و الحظر الذين فرضتهما السلطات ، إلا أنني أعتقد أن الحركة النسوية ذات جذور قوية و لم تمت بل استطاعت أن تعود أقوى تحت مسميّات أخرى. لذا فهذا المجال متاح وواسع بالقدر الكافي لجميع النظريات و المستقبل واعد للجميع تخرجت خالده من كلية كتشنر الطبية في الخرطوم عام 1952 كأول طبيبة سودانية.و أكملت خالدة دراستها العليا في سلوفاكيا و المملكة المتحدة و تخصصت في طب الأطفال. و تطوّرت في مسارها المهني حتى أصبحت و كلية بوزارة الصحة. وطوال مسيرتها العملية تنقلت و سافرت الى جميع أنحاء السودان، و كانت ملتزمة بواجباتها المهنية في نشر الوعي بشأن صحة الأمومة و الطفولة، و حقوق الطفل، و محاربة العادات الضارة. و احيلت للتقاعد عام 1986 بعد أن قضت كل سنوات عملها داخل السودان حتى اختتمت حياتها العملية كمديرة لادارة امراض الأطفال برئاسة وزارة الصحة.” وطوال مسيرتها العملية تنقلت و سافرت الى معظم أنحاء السودان، و كانت ملتزمة بواجباتها المهنية في نشر الوعي بشأن صحة الأمومة و الطفولة، و حقوق الطفل، و محاربة العادات الضارة وقدمت كثيرا من الخدمات الكبيرة والجليلة عندما عملت لفترة من الزمن مديرا لمركز رعاية الطفل باأمدرمان الواقع بالقرب من مستشفى التيجاني الماحي وتزوجت دكتوره خالده زاهرالمرحوم الأستاذ والمربي الفاضل وأحد مؤسسي حركة اليسار في السودان عثمان محجوب الشقيق الأكبر للمرحوم عبدالخالق محجوب . وهي ام للدكتور أحمد عثمان طبيب استشاري باطني في انجلترا- الدكتور خالد عثمان-يحمل دكتوراة في العلوم من جامعة كيمبردج مريم عثمان والدكتورة سعاد عثمانوتحمل دكتوراة في علم الاثار من جامعة السربون بفرنس وهم عصارة جهدها وتنشئتها مع رفيق دربها المرحوم الأستاذ عثمان محجوب عيادتها في شارع المهاتما غاندي بأمدرمان (شارع الدكاترة) كانت ملاذاً لكل النساء اللاتي لا يمتلكن أجرة الكشف ,فكانت تعالجهن مجاناً.منحت الدكتورة الفخرية من جامعة الخرطوم في احتفالها الماسيفي 24/2/2000 وذلك لريادتها ومساهمتها في تطور المجتمعالسوداني ومسنادتها قضايا المرأة ظل هنالك دوما شئ يميزهاوهي شجاعتها وجرأتها وقدرتها على قول الحق واٍبداء الرأي مع النظرة الثاقبة للمستقبل وسعة صدرها في سماع صوت الآخرين توفت دكتوره خالده في شهر يونيو وعكذا انتهت قصه اليوم ما ريكم فيها وفي شخصيتها
الجميع باصوات متفاوته : انها جميله جدا يا جدتنا
الجد والان حان وقت نومي عليكم اعاده المكان الي ما كان عليه حتي انام
يبداء الجمسع في اخراج كل الاشياء من النعهد باستسناء السرير الذي ترقد عليه الجده
انتهت بحمد الله

تعليقات

المشاركات الشائعة