يا موج البحر الاحمر

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسله شخصيات عظيمه في تاريخ السودان

الحلقه العاشره

يا موج البحر الاحمر

(قاسم امين)

مسرحيه للاطفال

1.  تفتح الستاره الاضاءه خافته وتبداء في الارتفاع تدريجيا يظهر حوش( فناء) منزل سوداني متوسط الحال علي االشمال مجموعه من الاشجار بينهم نفاج( باب صغير يربط المنازل السزدانيه معي الجيران)وفي اليمين باب المنزل الرئيسي في منتصف المسرح عنقريب (سرير سوداني شعبي مصنوع من الخشب ومنسوج بالحبال) وحوله مجموعه من كراسي البلاستيك يتوزع بهم مجموعه من الصبيه والاطفال من الجنسين وعلي السرير اصغر طفل منهم يبلغ من العمر 4 اعوام ما ان تصل الاضاءه الي اعلي المستويات ختي ينهض صبي يبلغ من العمر ثلاته عشر (عمار)عام يتجه نحو الشمال ويعود وهو يحمل في يده جهاز تسجيل يضع التسجيل في السرير
فتاه تبلغ من العمر ثلاثه عشر عام (هند): اصبحت اغنيه مصطفي سيد احمد من الطقوس المهمه قبل القصه
عمار وهو يحاول ان يجعل التسجيل يعمل :لاحظت انل اصبحتي ن عشاق مصطفي سيد احمد يا هند
هند:اكتشفت ان حديثكم عنه لا يطيه والا الجزء اليسير من حقه  هل اسم اغنيه اليوم قاسم امين بطل قصتنا الليله
عمار : نعم ان  الاغنيه اسمها قاسم امين
 تبداءاغنيه تنطلق من جهاز التسجيل بصوت مصطفي سيد حمد بالاوركستراء كامله
سميت المدن النايمة
المدن التصحى فى حين
تترجى خطى العمال
اصوات الفلاحين
*********
النفس الطالع نازل
فى صدور المسحوقين
أسميت السفن التمخر؟؟
فى نص البحر الطين؟؟
***********
الناس ام عرقا يجهر
السرها يوما حيبين
الناس التنضح سكر
تتجرع مر وطين ؟؟؟
التبنى قصور للقيصر
والتسكن حوش الطين
يا موج البحرالاحمر
سميتكم قاسم امين..
************
كتلوك الناس القصر
الناس المأفونين
الناس البالة مغطى
والساسة المبيوعين
كتلوك خدم الراسمال
يا زول يا عاتى يا زين
الفرحو الامريكان
والربحو تجار الدين
كتلوك وكان قاصدين
فى ذاتك ناس تانين
الناس ام عرقا يجهر
السرها يوم حيبين
يا عادى كما العمال
والريح الحينا بحين
يا صاحى كما الآمال
فى عيون المحرومين
ماشين فى السكة نمد
من سيرتك للجايين
شايفنك ماشى تسد
وردية يا قاسم امين
وردية يا قاسم امين
وردية يا قاسم امين
تدخل الجده عند انتهاء المقطع الاول من الاغنيه وهي امراه في منتصف العقد السابع من العمر ومعها صبي يبلغ من العمر تلاته عشر عام (امير)من باب المنزل تجلس الجده علي السرير بالقرب من التسجيل ويجلس الصبي علي الكرسي الوحيد الفارغ وهو يردد الاغنيه يضع يديه علي وجه دلاله علي الثاترتنهضن ناديه وتتجه الي حافظه الماء الموجوده بجوار السرير تصب كوب ناء تعطيه الي الجده التي تشربه وتعيد الفتاه الكوب الفارغ الي مكانه في المقطع الاخير يزداد تاثر امير كما يبدو علي الجده التاثر
الجده بعد ان تمسح دمعه سالت علي خدها عند انتهاء الاغنيه: كيفي  كان يومكم
الجميع باصوات متفاوته: بخير الحمد لله
الجده: يا عمار في الغرفه وبجوار السرير انا وضعت   صوره لجدك ومعه  شخصين اخرين ممثلين له  في العمر  اذهب واحضرها 
يركهض عمار الي داخل المنزل ويعود وهو حامل في يده صوره باللونين الابيض والاسود لثلاته من ال شباب في منتصف العشرينات من العمر تتسلم الجده الصوره
الجده وهي تعرض صوره للجميع: طبعا جدكم كلكم هو  الذي  بالوسط والذي  معه في الصوره علي اليمين هوقاسم امين الذي ساقص لكم قصته الليله  وفي الشمال هو الشفيع احمد الشيخ الححكيالذيقصتت عيكم قصته بالامس  ان هذه ا الصوره  كانت في عطبره المدينه  التي بدء فيها  الثلاثه حياتهم فيها   يا امير من  كاتب كلمات هذه  الاغنيه
امير :محمد الحسن سالم حميد يا حبوبه
الجده:نعم انه محمد الحسن سالم حميد
فتره صمت لنصف دقيقه
الجده: كما قلت لكم قصتنا الليله عن قاسم امين الذي بعتبر من اعظم وانبل الشخصيات في تاريخ السودان بالرغم من ان في جزء كبير من حياته مجهول او من الممكن ان  نقول عليهو غامض وهو الجزء الذي اوفده فيه الجزب ااشيوعي السوداني الذي كان يعتبر في نهايه الخمسينات الستينات اكثر جزب شيوعي خارج الاتحاد السوفيتي منظم لمهمات خترج السودان اسمه بالكامل قاسم الامين محمد من مواليد الخرطوم في1926 تلقى تعليمه بمدرسة السكة حديد الفنية بعطبرة وهناك التقي بجدكم وصارت صداقه اقوي من الاخوه اشتغل كعامل كهرباء بسكك حديد السودانأول ما لفت إليه الأنظار في نوفمبر 1947 كعضو في الحركة السودانية للتحرر الوطني حستو وهي النواه الاوله للحزب الشيوعي السوداني الذي كان قاسم امين قد انضم لها في عام 1946 وكان ذلك بفضل مصطفي السيد الذي كان يقضي عطلة صيف من كلية كتشنر الطيبة مع أسرته في عطبرة وفي امسيه خرج من منزله في حلة المحطة واتجه نحو دار خريجي الصنائع تلبية لدعوة من أحدهم ولكي يقوم بتجنيد بعض العمال للحركة الماركسية حديثة التكوين الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو) بقيادة الدكتور عبد الوهاب زين العابدين وكان الدكتور سكرتيراً لمؤتمر الخريجين العام لسنوات وسبق مصطفى زيارته للنادي بزيارة لورشة من ورش السكة حديد للوقوف على بيئة العمال وتناقش فيها بقوة مع الملاحظ الإنجليزي واستنكر منه بعض أقواله عن العمال السودانيين جلس مصطفى إلى صديقه وتجمع بعض أعضاء الدار حوله وبدت له مشقة المهمة التي ظنها سهلة للأخبار التي تترامى عن حركة الشغيلة في العالم وإضراباتها ووقع على شاب فطرح غرضه عليه وآخرين فاستقبلوه بحماسة ثم بدأت الحلقة الشيوعية بدءً بالأسماء السرية والتأمين والمحضر وغيره وواصل معهم التدريب والتعليم الماركسي خلال العطلة ولما غادرهم كان قد إطمأن إلى استقرار الخلية وما عاد في عطلة قصيرة إلى عطبره وجد الخليه نشطه وتعرف بطالبين بمدرسة الصنائع الثانوية (لأن طلابها قد أكملوا الوسطى) وصفهما بأنهم "لعبا دوراً كبيراً في الحياة السودانية الاجتماعية والسياسية فيما بعد". ولم يسم الاثنين ولكنه أشار إلى أحدهم ب"الأسود في سواد الأبنوس" ووصفه بخطيب المفوه صار الناس تتوافد للسماع إليه منجذبين بأسلوبه البديع حتى سموه "طه حسين". وهو قاسم امين وصار قاسم أمين عضواً بمركزية حستو يجي من عطبرة لاجتماعات حستووصف الآخر بأنه نشط محبوب وهو الشفيع احمد الشيخ وواصل مصطفى مع هذه الطليعة الشغل تعليماً للماركسية ومبادئ العمل النقابي مرات في رحلات خلوية تستغرق اليوم كل حيث يقوم بتوزيع منشورات تلك الحركة على الورش في عطبرة اصبح بعدها السكرتير المساعد لرابطة شؤون العمال،ومن هذا الموقعكان أحد،ان لم يكن المنظم الأساسي لإضرابات السكة حديد قائدا لأكثر قطاعات العمال تطرفا وعنفا شارك في أحداث شغب عمالية في 1947 ثم نظم وقاد مظاهرة تحولت الى أحداث شغب خطيرة يوم 14/4/1948 حكم عليه بالسجن لمدة عامين والغرامة عشرة جنيهات. خففت لاحقا الى 18 شهرا، وتصدى اتحاد مدرسة عطبرة الصناعية لهذا الحكم كدأبه في التصدي لكل ما يمس مصالح المواطنين ونظم المظاهرة الكبرى التي جابت أنحاء المدينة احتجاجاً على سجن قاسم أمين وصدر قرار بإغلاق المدرسة في عطبرة وتحويلها إلى مدينة جبيت حتى تكون بعيدة عن ورش وتجمعات العمال وتم فصل أعضاء الاتحاد ومن ضمنهم فصل قاسم من الخدمة الحكومية بمجلس محاسبة يوم 25/5/1948 اصبح بعد خروجه من السجن نشطا جدا في الدوائر العمالية وتم تعيينه ضابطا أول لاتحاد عمال السكة حديد المقترح قيد الإنشاء وهو اول اتحاد عمال انشي في السودان عرف قاسم امين كشيوعي قوي ومدافع عن مبادي الحزب بأساليب العنف والتخريب وكان له تأثير عظيم على اتحاد عمال السكة حديد و كل اتحادات العمال التي انشت من بعده ويمتلك قاسم امين من وجه نظر المعارضين للحزب كل مقومات الخطورة فهو يسكن عطبرة و جزيره توتي بالخرطوم يعث الحزب قاسم امين الي مهم خارج السودان لا يعلم احد اين كانت والا ماذا كان يقوم به فيها وعاد بعدها ولكنه سافر مره اخري وفي هذه المره باختياره واستقر في لندن وعاد الي السودان بعد ان استنجد به الحزب بعد محاوله هاشم العطاء الانقلابيه وبعد قيام نميري باعدام معظم قادت الحزب ة اعتقلت السلطة الشهيد قاسم امين في اغسطس 1974 عقب عودتة من الخارج وارسلتة مع بعض الرفاق الي سجن الابيض حيث بقي حتي مايو 1978 مما فاقم امراضة بسب المرض ذهب الشهيد الي رحلة استشفاء في الخارج وعقب عودته مباشرة باسابيع قليلة اعتقلته السلطة ضمن الحملة ضد الشيوعين اصيب الشهيد بالشلل في 1/9/1979 وبقي حتي 3/9 دون ان ينقل الي المستشفي او يتلقي اي دوا وبالرغم من نقله الي المستشفي العسكري مشلولا جرت محاولات عديدة الي
اعادته الي المعتقل مرة اخري وعندما شعرت السلطة بتدهور حالتة الصحية حاولت لتنصل ا باطلاق سراحه نقل الي مستوصف الخرطوم.
(الكلينك سابقا) ومن هناك الي لندن وبراغ حيث اجريت لة عمليات جراحية ولكن في 5/فبراير 1980 رحل الشهيد المناضل قاسم أمين شهيداً في معركة الديمقراطيه والسياده وحين توفي القائد العمالي قاسم أمين في الغربة لم يجد القوم من يرافق جثمانه سوى الشاعر الكبير عمر  الطيب الدوش وكان حينها طالباً في بلاد التشيك فوافق تواً وهو يعلم ما في ذلك من مخاطرة بمستقبله وربما بحياته والنظام النميري حينها أسعر من كلب ضال في ملاحقة أهل اليسار ولقد دهشت حتى قوى الأمن من جرأته فقالوا له في المطار (الآن وقد أتيت إلينا برجليك نسوقك الآن) قال لهم لا ليس قبل أن أسلم الجثمان إلى أهله وأحضر مراسم الدفن ثم أسلم نفسي لكم طوعاً وأعطاهم جواز سفره
فتره صمت قصيره لمده نصف دقيقه
الجده:  الان ما رايكم شنو في قصه الليله
الجميع باصوات متفاوته :جميله جدا يا حبوبه
عمار انا يا جدتي ارغب  افي تغبر  اسمي من الليله اريده ان يكون  قاسم امين مدام هو اصلا صديق جدي
الجده:ممكن يا قاسم امين

الجده: والان حان وقت نومي عليكم اعاده المكان الي ما كان عليه حتي انام

يبداء الجمسع في اخراج كل الاشياء من النعهد باستسناء السرير الذي ترقد عليه الجده

انتهت بحمد الله