محمد احمد المحجوب


بسم الله الرحمن الرحيم
سلسله شخصيات عظيمه في تاريخ السودان
الحلقه الثالته
(محمد احمد محجوب )
مسرحيه للاطفال



تفتح الستاره الاضاءه خافته وتبداء في الارتفاع تدريجيا يظهر  فناء منزل وداني متوسط   الحال علي االشمال مجموعه من الاشجار بينهم نفاج( باب صغير يربط المنازل السزدانيه معي الجيران)وفي اليمين باب المنزل الرئيسي في منتصف المسرح عنقريب (سرير سوداني شعبي مصنوع من الخشب ومنسوج بالحبال) وحوله مجموعه من كراسي البلاستيك يتوزع بهم مجموعه من الصبيه والاطفال من الجنسين وعلي السرير اصغر طفل منهم يبلغ من العمر 4 اعوام ما ان تصل الاضاءه الي اعلي المستويات ختي ينهض صبي يبلغ من العمر ثلاته عشر (عمار)عام يتجه نحو الشمال ويعود وهو يحمل في يده كتاب
طفل مماثل له في العمر (خالد) :  هل ستبداء قصتنا اليوم ايضا بقصيده يا عمار
عمار: الجده طلبت مني ايضا اليوم  اقراء ليكم قصيده من هذا الكتاب
صبيه تبلغ من العمر ثلاته عشر عام(ناديه): القصيده اجمل مقدمه للقصه فهي تدخلنا في عوالمها
صبيه ثاتيه مماثله لهم في العمر (هند): يبدو ان الجده استهوت هذه النوعيه من المقدمات
 صبيه ثالته مماثل لهم في العمر(خالده) :اتري ما عنوان القصيده اليوم يا عمار
عمار :انها بعنوان الفردوس المفقود
ناديه: عنوان جميل يا عمار
خالده: اتفق معك يا ناديه
عمار انها للشاعر محمد احمد محجوب

زلتُ شَطكِ، بعدَ البينِ ولهانافذقتُ فيكِ من التبريحِ ألوانا
وسِرتُ فيكِ، غريباً ضلَّ سامرُهُ
 @ داراً وشوْقاً وأحباباً وإخوانا
فلا اللسانُ لسانُ العُرْب نَعْرِفُهُ
 @ ولا الزمانُ كما كنّا وما كانا
ولا الخمائلُ تُشْجينا بلابِلُها
 @ ولا النخيلُ، سقاهُ الطَّلُّ، يلقانا
ولا المساجدُ يسعى في مآذِنِها
 @ مع العشيّاتِ صوتُ اللهِ رَيّانا
****
كم فارسٍ فيكِ أوْفى المجدَ شرعتَهُ
 @ وأوردَ الخيلَ ودياناً وشطآنا
وشاد للعُرْبِ أمجاداً مؤثّلةً
 @ دانتْ لسطوتِهِ الدنيا وما دَانا
وهَلْهلَ الشعرَ، زفزافاً مقَاطِعُهُ
 @ وفجّرَ الروضَ: أطيافاً وألحانا
يسعى إلى اللهِ في محرابِهِ وَرِعاً
 @ وللجمالِ يَمدُّ الروحَ قُربانا
لمَ يَبقَ منكِ: سوى ذكرى تُؤرّقُنا
 @ وغيرُ دارِ هوىً أصْغتْ لنجوانا
****
أكادُ أسمعُ فيها همسَ واجفةٍ
 @ من الرقيبِ، تَمنّى طيبَ لُقيانا
اللهُ أكبرُ هذا الحسنُ أعرِفُهُ
 @ ريّانَ يضحكُ أعطافاً وأجفانا
أثار فِيَّ شُجوناً، كنتُ أكتمُها
 @ عَفّاً وأذكرُ وادي النيل هَيْمانا
فللعيونِ جمالٌ سِحرُهُ قدَرٌ
 @ وللقدودِ إباءٌ يفضحُ البانا
فتلك دَعْدٌ، سوادُ الشَعْرِ كلَّلها
 @ أختي: لقيتُكِ بَعْدَ الهجرِ أزْمانا
أختي لقيتُكِ، لكنْ أيْنَ سامُرنا
 @ في السالفاتِ ؟ فهذا البعدُ أشقانا
أختي لقيتُ: ولكنْ ليس تَعْرِفُني
 @ فقد تباعدَ، بعد القُربِ حيَّانا
طُفنا بقرطبةَ الفيحاءَ نَسْألها
 @ عن الجدودِ.. وعن آثارِ مَرْوانا
عن
المساجد، قد طالت منائرُها @ تُعانق السُحبَ تسبيحاً وعرفانا
وعن ملاعبَ
كانتْ للهوى قُدُساً @ وعن مسارحِ حُسنٍ كُنَّ بسْتانا
وعن حبيبٍ، يزِينُ
التاجَ مِفْرقُهُ @ والعِقدُ جال على النّهدين ظمآنا
أبو الوليد تَغَنّى في
مرابِعِها @ وأجَّجَ الشَوقَ: نيراناً وأشْجانا
لم يُنْسِه السجنُ أعطافاً
مُرنَّحةً @ ولا حبيباً بخمرِ الدَّلِّ نَشْوانا
فما تَغرّبَ، إلاّ عن
ديارهمُ @ والقلبُ ظلَّ بذاك الحبِّ ولهانا
فكم تَذكّرَ أيّامَ الهوى شَرِقاً
 @ وكم تَذكّرَ: أعطافاً وأردانا
 قد هاجَ منه هوى ولادةٍ شَجَناً @ بَرْحاً وشوْقاً، وتغريداً وتَحْنانا
فأسْمَعَ الكونَ شِعْراً
بالهوى عَطِراً @ ولقّنَ الطيرَ شكواه فأشجانا
وعاشَ للحُسنِ يرعى الحسنَ في
وَلَهٍ @ وعاش للمجدِ يبني المجدَ ألوانا
تلكَ السماواتُ كُنّاها نُجمّلُها
 @ بالحُبِّ حيناً وبالعلياء أحيانا
فرْدَوسُ مجدٍ أضاعَ الخَلْفُ رَوْعَتَهُ
 @ من بعدِ ما كانَ للإسلامِ عنوانا
****
أبا الوليدِ أعِنِّي ضاعَ
تالدُنا @ وقد تَناوحَ أحجاراً وجُدرانا
هذي فلسطينُ كادتْ، والوغى دولٌ
 @ تكونُ أندلساً أخرى وأحزانا
كنّا سُراةً تُخيف الكونَ وحدتُنا
 @ واليومَ صرْنا لأهلِ الشركِ عُبدانا
نغدو على الذلِّ، أحزاباً مُفرَّقةً
 @ ونحن كنّا لحزب اللهِ فرسانا
رماحُنا في جبين الشمسِ مُشرَعةٌ
 @ والأرضُ كانت لخيلِ العُرب ميدانا
أبا الوليدِ، عَقَدْنا العزمَ أنّ لنا
 @ في غَمرةِ الثأرِ ميعاداً وبرهانا
الجرحُ وحّدَنا، والثأرُ جَمّعنا
 @ للنصر فيه إراداتٍ ووجدانا
لهفي على «القدسِ» في البأساء داميةً
 @ نفديكِ يا قدسُ أرواحاً وأبدانا
سنجعل الأرضَ بركاناً نُفجّرهُ
 @ في وجه باغٍ يراه اللهُ شيطانا
ويُنتسى العارُ في رأد الضحى فَنَرى
 @ أنَّ العروبةَ تبني مجدَها الآنا

 ما ان ينتهي عمار من قراه القصيده حتي تدخل الجده وهي امراه في منتصف العقد السابع من العمر ومعها صبي يبلغ من العمر تلاته عشر عام (امير)من باب المنزل تجلس الجده علي السرير بالقرب من التسجيل ويجلس الصبي علي الكرسي الوحيد الفارغ تنهضن ناديه وتتحجه الي حافظه الماء الموجوده بجوار السرير تصب كوب ناء تعطيه الي الجده التي تشربه وتعيده الصبيه الكوب الفارغ الي مكانه
الجده: كيفك  كان يومكم
الجميع باصوات متفاوته:علي احسن ما يرام يا جدتنا
الجده: الحمد لله قصتنا اليوم يا احفادي عن احد اعظم الشخيصيات التي مرت علي تاريخ السودان الا هو الاديب والسياسي والمحامي محمد احمد محجوب والقصيده التي القاها عليكم عمار هي في رثاء الاندلس 
ناديه : محمد احمد محجوب لم اسمع بهذا الاسم قبل ان يقراء عمار قصيدته
الجده : ا نه محمد احمد محجوب  ولد بالدوبم في مايومن عام 1908 وجده لأمه عبد الحليم مساعدالساعد الأيمن  عبد الرحمن النجومي لأحد أبرز قواد لحركة المهدية لنشأ في كنف  
خاله محمد عبدالحليم دخل الخلوة فالكتاب بالدويم ثم تدرج منها الى مدرسة أم درمان الوسطي واكمل تعليمه بكلية غردون التذكارية حيث تخرج منها مهندسا (1929م) التحق بمصلحة الاشغال مهندساً عقب تخرجه مباشرة براتب قدره 13 جنيها شهرياً وعمل بمدينة الخرطوم، وهو وإن أوضح ملف خدمته مهارته ودقته في العمل وثناء رؤسائه عليه كمهندس الا انه لم يشعر انه كان يحقق ذاته في هذا المجال فقد برز كشاعر وكاتب ثم سياسي بعد ذلك. دفعه هاجس الدراسات الانسانية الى تغيير مسار حياته العملية عندما التحق بكلية القانون عند انشائها (1936م) وتخرج منها وزملاؤه الاقلاء كأول دفعة (1938).. والتحق بالقضاء وظل به إلى عام (1946) وتركه للمحاماة حتى يستطيع ان يعمل في حرية أوسع بالسياسة التي هي الركيزة الثانية في حياة المحجوب نصع  نجم المحجوب كسياسي في فترة الاستقلال (زعيم معارضة، ووزير خارجية ثم رئيسا للوزراء عن حزب الامة) غير انه يبدو ان الحقبة الممتدة من (1927 الى 1937).. كانت من أهم فترات حياته اذ تبلورت فيها شخصيته الادبية والفكرية وتحددت فيها معالم آرائه السياسية وشهدت هذه الفترة كتاباته الثرة في شتيت ضروب الأدب، والاجتماع والجمال والسياسة. بدأ الكتابة في «حضارة السودان».. (1927) وتوالى هذا في مجلة «النهضة» عام (1931م) ثم صارت كتاباته اكثر نضوجاً وتنوعا في مجلة الفجر (32 ـ 1937) والنظرة العجلى لهذه المقالات توضح ان جلها كان يحتقب: الادب، علم الجمال الاجتماع فالسياسة، ومعظم هذه المقالات ظهرت في شكل كتب في فترة لاحقة. كان جنوحه السياسي لاستقلال السودان (ومعارضته بشدة لفكرة الاتحاد مع مصر) يرجع جزئياً لاستقلاله هو بالرأى في هذه الفترة من حيات. لا يبدو ان منصب وزير الخارجية الذي تقلده لاول مرة (1956) كان غريبا على المحجوب، ولا هو يغريب علي الباحث في سيرته، فقد كان في وفد الجبهة الاستقلاقية الذي اتجه للامم المتحدة ( 1946) يدعو لاستقلال السودان. ثم هو بعد ذلك في لندن يكون «رابطة عصبة الشعوب الملونة» ( 46 ـ 1947) مع كوامي نكروما وجومو كنياتا، ولفيف من الملونين من جنوب افريقيا وجزر الهند الغربيةحياة المحجوب السياسية مثيرة للجدل، على كل حال، وذلك لحدة المواضيع التي كانت تطرأ علي دخل الجمعية التشريعية ثم استقالته منها (1950) عندما رأى عدم جدواها، أو التباسه بالمواضيع الملتهبة التي كانت تنتسج السودان ومن ثم البرلمانات التي تعاقبت بعد الاستقلال كقضية الجنوب، ثورة اكتوبر 1964م، اشكال طرد نواب الحزب الشيوعي، الدستور الاسلامي، انشقاق حزب الأمة، وخلاف ذلك مما اورث التوتر الذي تتباين حوله الآراء لكن لا مشاحة ان له ادواره السياسية التي سترتبط باسمه الى ان يفني الزمن كمخاطبته الامم المتحدة بتكليف من العرب قاطبة بعد عدواني (1956 ـ 1967) وانعقاد مؤتمر القمة العربي صاحب اللاءات الثلاث بالخرطوم ابان توليه رئاسة الوزراء.. (1967م) واجتماع الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر في منزله (أغسطس 1967م).. وما تمخض عن ذلك من حل مشكلة اليمن الشمالي، ومسعاه البين عند اندلاع الحرب الاهلية النيجيرية والتي انتهت باعادة توحيد نيجيريا كما كان يأمل.. وقد شهدت له أروقة الأمم المتحدة ومنظمة الدول الافريقية في هذا وذاك بارع الدبلوماسية، والاجادة المذهلة للغتين العربية والانجليزية وله بعض النبوات السياسيه كقوله لحسن عبد الله الترابي انني لا أخاف على السودان من تبسمك ولا من أحلامك
 تبسم كما يحلو لك، وأحلم ما تشاء من أحلام .. ولكني أخاف على السودان أن تعتلي السلطة فيه يوماً ما أو أحد أتباعك، وبذلك سوف يفقد السودان كلمته، والمواطن أسباب عيشته ولا يجد لقمة العيش الكريمة، وسوف يكون مبغضاً من أقرب الأقربين إليه  وهذا ما حدث بالضبط منذ قيام ثوره الانفاذ التي كان حسن عبدالله الترابي هو امنظر السياسي لها "..
ما ذكر آنفاً عن الاعتلاق السياسي، لا ينبغي ان يطغي على الذات الشاعرة في المحجوب الذي استهواه الجمال، فوهب الجمال دواوينه «قلب وتجارب». مسبحتي ودني «الفردوس المفقود» والديوان الاخير الذي اثارت فيه ذكريات الأندلس كامن اشجانه، عندما زار اسبانيا يبرز المنهاج الذي كان عليه المحجوب طيلة عمره التيار الإسلامي العربي الذي كانت تنبثق عنه جميع اعماله ومواقفه. وقد كان يرتاد آفاق المستقبل بحس شعرى ثاقب بلغ مداه في بيته اعتقل وسجن في فترة الدكتاتورية الاولى (58 ـ 1964) وعاودته وفي فترة الدكتاتورية الثانية (69 ـ 1985).. وحددت اقامته في منزله، تحديدا منع معه من تشييع جثمان صديقه السياسي إسماعيل الأزهري ورجعت النفس المطمئنة الى بارئها   يوم الثلاثاء 22/6/1976م الان انا انتهيت من  قصه اليوم ما ريكم فيها وفي شخصيتها
الجميع باصوات متفاوته : انها جميله جدا يا جدتنا
امير: اتمني يا جدتي ان تكثري لنا من شخصيات السياسيين
الجده: اتدرون يا احفادي ان افه السودان سياسيها فهم الذين اضاعوا هذه البلد والان حان وقت نومي
عليكم اعاده المكان الي ما كان عليه حتي انام
يبداء الجميع في اخراج كل الاشياء من النعهد باستسناء السرير الذي ترقد عليه الجده

انتهت بحمد الله

تعليقات

المشاركات الشائعة